في رسالة توجهت بها اليوم الاثنين 11 مارس بمناسبة حلول شهر رمضان، لأنصار الحزب الدستوري الحر الذي تترأسه، و حتى للرأي العام، أعلنت عبير موسي بقرارها مقاطعة الوجبات التي تقدمها إدارة سجن احتجازها بمنوبة كما أنها تعغي عائلتها من القفة و ذلك طيلة شهر صيام رمضان.
“الحمد لله وحده
تونس 11 مارس 2024
رسالة الأستاذة عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحرّ
في اليوم الأوّل من شهر رمضان
تحية وطنية عطرة يا توانسة
من مركز إحتجازي القسري أوجه لكم أحرّ التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم وأتمنى لكم صوما مقبولا بتمام الصحّة والعافية وأجدد تضامني مع الفئات الواسعة التي تعاني التفقير والتجويع وتجد صعوبات كبيرة لتوفير حاجياتها الأساسيّة،
هلّ شهر رمضان المعظّم و أنا أقبع وراء القضبان بقرار سياسي ظالم ومستبدّ تمّ تنفيذه بأيدي المؤسسة القضائيّة و انضمت إليّ منذ أيام زميلتي وإبنتي و رفيقة دربي عضو الديوان السياسي مريم ساسي في إطار توسيع دائرة التنكيل بالحزب الدستوري الحرّ رمز النظال السلمي والمشروع من أجل المحافظة على مكاسب ودعائم الدولة الوطنية وقاطرة الكفاح لإرساء منظومة حكم ديمقراطية تقوم على علويّة القانون وضمان الحريات العامة والفردية و إحترام حقوق الإنسان الإقتصادية واللإجتماعية والسياسية،
قد يظنّ الجلادون الذين حرصوا على تمطيط إحتجازي القسري بكلّ الطرق للتخلّص مني إلي أجل غير مسمى أنّ تهاطل بطاقات الإيداع المتزامنة والصادرة طبقا للطلب سوف تربكني وتحبطني وتبعث اليأس في نفسي لكنهم مخطئون لأنني أنعم في زنزانة الظلم بصفاء الذهن وراحة الضمير أكثر من أي وقت مضى،
أشعر بالراحة والسكينة لأنني بريئة ومظلومة ولم أرتكب جرما في حق الدولة والشعب بل أحاكم من أجل إنتمائي ورأيي السياسي و من أجل البيانات الحزبية التي أمضيتها ونقاط التنوير التي نشرت من خلالها المعلومات الصحيحة الموثقة صوتا وصورة و الوقفات والمسيرات الاحتجاجية الشعبية الضخمة التي قدتها دفاعا عن حق المواطنين في إختيار حكامهم وممثليهم في المجالس المنتخبة عبر انتخابات ديمقراطيّة ومطابقة للمعايير الدوليّة،
أنا مرتاحة البال لأنني حدّدت موقعي في الحياة وإخترت أن أكون حرّة ومتصالحة مع نفسي ورفضت أن أبقى سجينة الخوف والإرهاب السياسي الذي نعيشه اليوم ولم أقبل أن أكون شاهدة زور على عمليّة تدمير المؤسسات وتقسيم البلاد وإرساء حكم القرعة ونسف حقوق النساء ولم أهرب من المواجهة ولم أغرس رأسي في التراب مثل النعامة وتحركت في كلّ الاتجاهات ضدّ السياسات الهدّامة و عارضت اللاشرعية والحكم الفردي المطلق بصوت عال،
رسالتي إلى كلّ من إنخرط وساهم في المظلمة المسلّطة علي من منطق المحافظة “على خبزة الصغار”:
حذار فإنّ الخبزة إذا تلطّخت بدموع المظلوم ودعواته التي ليس بينها وبين الله حجاب ستتحوّل إلى سمّ يمزّق أحشاء من يأكلها و ستجلب العار لمن أدخلها إلى بيته وهو يعلم أنها ثمرة التنكيل بغيره والإعتداء على حقوقه ،
رسالتي إلى السجينة السياسية مريم ساسي:
لا تجزعي عزيزتي فأنت زينة البنات وفخر الشباب وستمرّ المحنة وستخرجين قويّة ومرفوعة الرأس،
رسالتي إلى قيادات وإطارات وهياكل وقواعد وأنصار الحزب الدستوري الحرّ:
كلّ عام وأنتم بخير، أصمدوا وأصبروا وصابروا وواصلوا النضال الوطني ونفّذوا البرامج الهادفة التي رسمناها وأنشروا التنوير في كلّ مكان وتأهبوا للمحطات القادمة ولا تخافوا المظالم والسجون فأنتم أمل هذا الوطن،
رسالتي إلى الجلادين الذين فعلوا ما بوسعهم لأقضي شهر رمضان داخل المعتقل:
سأقاطع وجبات الإفطار والسحور التي تقدمها إدارة مركز الاحتجاز وسأعفي عائلتي المضطهدة من جلب “القفّة” خلال هذا الشهر الكريم وسأكتفي بكسرة خبز مغمّسة بالزيت وبالحدّ الأدنى الذي يسدّ الرمق وإنعموا أنتم بما لذّ وطاب من المآكل على موائدكم وسيكون لنا حديث في قادم الأيام.
النضال مستمرّ الحبس للنساء
سجّل يا تاريخ”.
شارك رأيك