حدِّثيني يا خنساءُ
عن سُهدِك
عن لياليكِ الحزانى
و عن سوقٍ يباع الصّبر ُفيها
عند مُرّاتِ النّوائبْ
فأنا استوفَيت صَبري
عند أنَّات المحابرِ
و دموعِ الحرفِ حرَّى
بين أدراجِ المكاتبْ
هو يومُ العَوْد للْعلمِ
و َلِلصَّفِّ و لِلدَّرسِ
فما الدّرسُ و ما القسمُ
و ما العلمُ
إذِ العلاَّم غائبْ!
إسْمعي نعْي المدارسِ
و بُكاءاتِ المقاعدِ
لِصدى صَوته يْدوي
جَهْورا يلغُو بِأورادٍ
لِعلياءِ المراتبْ
حدِّثيني عن نَشاز اللّحن ِ
عن علّاتِ أوتارِ القصيد
عن شِعرك عن صخْرك
عن شبحٍ من الأبيات هاربْ
عن لِحافك بعد صخرٍ
فَحريري بات شوكًا
و غنائي صرخةً صمَّاءَ دوَّت
و هو ماضٍ غيرُ آئب
قولي يا خنساءُ
هل كان صخرُك يشبِه حلّاجي
وَدودا و أمِين ؟
قولي يا خنساء شِعرا
فَنفِيرُ الشّعر يا أختَه
يا ثكلاهُ
رغْم طولِ العهْد صائبْ
حلّاجي أنا يا خنْساء
قطُّ ما حَمّل سيفًا
قط ُّما أهرقَ دمًّا
كان جوادُه عِلمًا
و سيفُه قلمًا
هل كما حلَّاجي
كان صخرُك يزرعُ
الأهازيجَ سلامًا و آمالاً
ينضو خدشاتِ السِّنين
عن جِباهِ اليائسينْ !
أُعذُريني يا خنساءُ
نكأتُ جرحَك منْ جديد ْ
فنزَّ نارًا و أنينْ
فكيفَ بي و حلاَّجي
بعدُ في إلهامِه
يزرعُ أحلامَه
وينشرُ سلامَه
فيغمرُ الْمُريدْ .
شارك رأيك