راجت منذ مساء البارحة بسرعة البرق مكتسحة جميع انواع صفحات التواصل الاجتماعي، حكاية نشرها بشير جمعة الذي أصبح بسببها في ظرف لحظات أشهر من علم. في ما يلي نص الحكاية بل الشهادة كما رواها صاحبها بشير جمعة:
“حكاية طالب تونسي ابن دولة الاستقلال :
حكاية “بشير” جمعة مع الاستقلال
وقت استقلت تونس كان عمري عامين.
ووقتها اللي كان ينزاد له ولد ذكر, يا يسميه حبيب يا فرحات يا بشير يا صالح.
أسامي المصلحين وزعماء الحركة الوطنية في هاك الزمان.
هيا سيدي سماوني “بشير” وما فهمت الاسم هذا كان كيف نهار شفت شارع باسم البشير صفر.
وبشير هذا اللي هو آني, دخل يقرأ عام 60, وكمل قرايته عام 78.
18 عام كاملين يا بوقلب وهو يقرأ, وعمره لا دفع فرنك.
في الابتدائي, يأخذ الكتب بلاش, والكرارس بلاش, ويأكل بلاش, 6 سنين كاملين.
وفي الثانوي, كيف كيف زيد عليهم السكنى في التضامن الاجتماعي متاع سوسة بلاش, 7 سنين بالتمام والكمال.
ونجحت في الباك عام 73 ومشيت للجامعة في العاصمة.
هيا قدمت الدوسي متاعي هاك الصيف لديوان الشؤون الجامعية وقعدت نستنى في رحمة ربي.
وشديت صيف كامل نخدم في المرمة والصبات باش ندبر مريشنة نمشي بيها لتونس.
وفى الصيف وما جاني شيء, وصحابي اللي نجحوا معايا من البلاد أمورهم مريقلة وجاتهم الموافقة على الاختصاص اللي حبوه.
ومعاه بورس ب20 دينار كل شهر.
وآني نتعصر وخايف شنية الحكاية, وموش ساهل تمشي من ريف الساحل للعاصمة في هاك الوقت.
هيا نهار هزني “عم حسن” اللواجيست للعاصمة, وقال لي ما تروح الا ما تريقل أمورك وتحل المشكلة.
والملقى ال4 متاع العشية في “قاراج اللوح” باش نروح بيك للبلاد.
وهبطني عم حسن في الفجاري في قاراج اللوح, وبقدرة قادر وصلت لديوان الشؤون الجامعية.
في ساقيا شلاكة بوصبع, وفي جيبي 500 فرنك.
حل الديوان ال8, وقابلت راجل كبير “عم الطيب”, لتوا نترحم عليه قد ما هو طيب.
ومدلي الدوسي متاعي وقال لي “برا هزه لسي عبيد البشراوي في دار المعلمين العليا”.
هيا وصلت بقدرة قادر لدار المعلمين العليا في السنتارين.
نلقى حاجة بدعة وقعدت حال فمي. آش بنات وآش اولاد مزيانين ولابسين وقد وزين ووهرة.
قابلت سي عبيد, اللي فرح بيا وسألني “شنوة تحب تقرأ”.
قلت له “أنجليزية”.
نادى لسي حسن اللي هزني لبيرو وسجلني في لحظتها ومدلي بطاقة طالب.
ومن بعد ركبوني مع طلبة أخرين في كار وهزوني لمبيت ميتيالفيل باش نختار شامبري.
واخترت الشامبري متاعي مع واحد لقيته صدفة جاي من صفاقس وتوا أعز صديق ليا في حياتي.
ومن بعد رجعونا لENS في باردو, ومشيت عاودت قابلت سي حسن.
مدلي بونو وقال لي برا أمشي للمحاسب, ومعاه ticket وقال لي برا للريفاكتوار تغدى.
وقت مشيت للمحاسب, مدلي 35 دينار بورس شهر سبتمبر, و40 دينار مصاريف كتب وما لازمه للقراية.
من دوختي, اول ردة فعل متاعي هي أني خزرت للشلاكة بوصبع, وقلتلها “اليوم نهارك يا بنت الكلب”.
وقت دخلت للريفاكتوار باش نتغدى وشفت الماكلة, أول حاجة فكرت فيها كيفاش باش نوصف الماكلة للوالدة وتصدقني.
بعد الغداء هبطت لشارل ديغول وشريت شبادري روعة (شماتة في الشلاكة بوصبع), وسروال دجين وسورية وشيخت روحي.
ومشيت لقاراج اللوح نستنى في عم حسن.
وقت وصل وشافني وسمع حكايتي, عمري ما ننسى دمعاته في عينيه من الفرحة.
طلعت لتونس ب500 فرنك في جيبي وشلاكة بوصبع.
روحت منها ب80 دينار وسبادري قمقوم.
و20 دينار للوالد الله يرحمه.
هذه حكاية بشير ولد جيل الاستقلال.
اللي كبر على “يحيا بورقيبا”.
شارك رأيك