في البلاغ التالي الذي نشرته يوم 29 مارس 2024، اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس ترى أن “السلطات التونسية تسعى إلى تقنين العنصرية بمباركة أوروبية” و تدعو إلى إطلاق سراح الطالب الأفريقي كريستيان كونغانغ.
مرت اكثر من سنة عىل إطلاق الرئيس التونسي خطابا عنصريا في فيفري 2023، معتبرا ان وجود مهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء في تونس يؤدي إلى “عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة”، زاعما انه جزء من ترتيب إجرامي يرمي إلى “تغيير التركيبة الديمغرافية في تونس والنأي بالبلاد عن الانتماء الى “الأمتين العربية والإسالمية”…
ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف حملات العنف والمداهمات والاعتداءات في الأماكن العامة والخاصة والتشريد القسري إلى الحدود الصحراوية ضّد هؤلاء المهاجرين، وقد طالعتنا أخيرا فيديوهات توثق لاعتداءات وحشية بالعنف الشديد ضّدهم، كما وردت شهادات موثوقة تؤكد ان حملات الطرد من الشغل والسكن والإبعاد إلى الحدود الجزائرية والليبية لم تتوقف، وكذلك بالنسبة للإيقافات في مراكز الأمن والاحتجاز، خارج أي إطار قانوني … ولعل آخر هذه الإيقافات إيداع الرئيس السابق لجمعية الطلبة والمتربصين الأفارقة، السيد كريستيان كونغانغ ، مركز الاحتجاز بالوردية، وهو، حسب توصيف المنظمات الحقوقية الدولية والتونسية، “منطقة لا تخضع لأي قانون، يحرم فيها الأشخاص، تعّسفا ، من حريتهم”.
والظاهر ان حملات العنف والمطاردة والإيقاف والتهجير القسري ضد هؤلاء المهاجرين تلقى استحسانا لدى جل الحكومات الأوروبية التي لا ترى في النظام التونسي -وكل الأنظمة المستبدة في جنوب المتوسط- الا سّدا منيعا يمنع عنها تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء، بكافة الوسائل، حّتى غير القانونية.
وللتذكير فقد تزامن إمضاء مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي والرئيس التونسي في جويلية 2023 ، مع جرائم إنسانية ارتكبت في حق مهاجرين أفارقة، انتهكت حقوقهم و شردوا وعذبوا، ومنهم من مات جوعا وعطشا في الصحراء، وهو ما أثار ردود فعل مستنكرة من قبل المنظمات الحقوقية، وطنيا ودوليا، التي رأت ان الحكومات اليمينية في الاتحاد ألأوروبي لا تكترث بحياة المهاجرين ولا بحقوقهم و لا باتفاقيات الشراكة السابقة مع بلدان جنوب المتوسط حول ضرورة احترام حقوق الإنسان، ولا ترى في الدولة التونسية وأجهزتها الأمنية الا حاجزا يمنع وصول المهاجرين وشريكا مستعدا لاستعادة مهاجرين تونسيين تلفظهم أوروبا، أحيانا في خرق واضح للقانون ألأوروبي والدولي.
ان اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، المتمسكة بمبادئ حقوق الإنسان وبحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء:
– تندد بالحملات العنصرية التي تستهدف المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، وتجدد دعوتها للدولة التونسية إلى الكف عن بث
الخطابات العنصرية وإيقاف حملات العنف والتشريد والاحتجاز التي تقوم بها قوات الأمن ومنع خطابات الكراهية التي تبثها
أطراف قريبة من دوائرها في الفضاءات الافتراضية،
– تساند حق السيد كريستيان كونغانغ في الدفاع عن حقوق الطلبة الأفارقة وتدعو الى إطلاق سراحه وسراح كل المحتجزين الأجانب
المعتقلين ظلما وغلق مراكز الاحتجاز التي لا تتوفر عىل الحدود الإنسانية الدنيا،
– كما تدعو المنظمات الحقوقية على ضفتي المتوسط للتعبير عن رفض الانتهاكات التي تستهدف المهاجرين والضغط على الحكومات من أجل الالتزام بالقانون الإنساني الدولي والمعاهدات الحامية لحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء.
بلاغ.
شارك رأيك