بالمناسبة، مناسبة زيارة صباح يوم أمس الأربعاء 17 أفريل 2024 جورجيا ميلوني رئيسة حكومة إيطاليا من أقصى اليمين إلى تونس و جملة الاتفاقيات الممضاة مع إيطاليا حول الهجرة غير النظامية، نشر محسن مرزوق رئيس حركة مشروع تونس و المستشار السياسي برئاسة الجمهورية سابقا تدوينة على حسابه الخاص بالفايسبوك جاءت فيها شهادته تحت عنوان “يوم أرادت إيطاليا تحويل تونس لمعتقل”:
“إيطاليا والهجرة وقائد السبسي،
شهادة للتاريخ
يعرف الجميع أنني اختلفت مع الاستاذ الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية الله يرحمه، حول موضوع التحالفات والحكومة والحزب، ولكن هذاك موضوع وشهادة التاريخ موضوع آخر.
كنت مع الرئيس قائد السبسي في اجتماع مجموعة السبع المجتمع في ألمانيا سنة 2015. وكانت تونس مدعوة تقديرا لتجربتها الديمقراطية.
في إطار تلك الزيارة، طلب ماتيو رنزي رئيس وزراء إيطاليا وقتها، وهو نفس منصب جورجيا ميلوني الان، لقاء رئيس تونس. وقد حضرت ذلك اللقاء، يوم 8 جوان 2015.
دون مقدمات طويلة، فاتح رنزي الرئيس السبسي بمشروعه الكبير وفق قوله:”عندنا أموال كثيرة لكم سيدي الرئيس …من إيطاليا واوروبا”
الباجي: ” ممتاز، أحنا عندنا صعوبات كما تعرفون، شنوة المقترح”؟
رنزي :” مقترحنا ننشئ في تونس مخيمات منظمة يقع إلجاء كافة المهاجرين القادمين لايطاليا من البحر فيها. وفي مخيمات تونس يقع الفرز. نأخذ ما نحتاجه والباقي تقع إعادته لبلدانهم. وسندفع ستة الاف أورو للرأس”!!!
تقريبا هذا بالضبط ملخص ما قال دون إنقاص أو تهويل و دون الاشارة لمواضيع أخرى أقلّ أهميّة.
التفت الباجي بأسلوبه المعتاد وقال: شنوة قال هذا؟ وكأنه يريد وقتا للتفكير في كيفية ردّ ديبلوماسي على ما سمعه وهي طريقته دائما حتى لا يجعل رده غرائزيا أو انفعاليا.
ثمّ، ويبدو أنه لم يجد حلا ديبلوماسيا أكثر من اللازم للتفاعل مع ما سمعه، قال لرنزي: شكرا لاقتراحاتك السيد رئيس الحكومة، ولكن كما تعرف تونس التي صارت فيها تحولات أخيرا، لم تفعل ذلك لتحوّل البلاد لمعتقل لاخواننا الافارقة…وكما تعرفون المعتقلات تذكرنا وتذكركم بذكريات سيئة”.
ثم وقف بعد ذلك بقليل، إيذانا بنهاية اللقاء في الاعراف الديبلوماسية. وخيم صمت ثقيل. وافترق الوفدان.
وأراد الباجي تلطيف الاجواء فيما بعد بطريقته الخاصة بيننا.
⁃ ” ها الوليّد رنزي ما زال صغير والفرنسوية متاعه موش مليحة”.
بصراحة، أنا نفسي فاجأني هذا الموقف الصارم “الثوري” من الرئيس الباجي. وحين صارحته. قال لي:
⁃ لا ثورة لا قرع. الثورات تمشي وتجي. هذا موقف دولة ومصلحة دولة. والدولة تقعد والمفروض لا تمشي لا تجي.
هذا ما حصل أذكره للتاريخ كما حصل . وبعد أن قارنت، أخيرا، بين ما دونته وفي ذاكرتي مع غيري من الحاضرين عن ذلك الاجتماع.
أذكر ما حصل، لا رغبة في التلميع ولا التنقيص ولا تبييضا للاختلافات السابقة ولا أي شيء من هذا القبيل.
ولكن هذه واقعة حصلت. وأذكرها بينما تتزايد زيارات وربما ضغوط أصدقائنا الطليان علينا هذه الايام.
علما أنّ علاقاتنا مع الصديقة إيطاليا يجب أن تبقى قوية وثابتة دائما في مع احترام مصالح وسيادة الطرفين.
ولكن قناعتي أيضا أن موقف تونس كدولة يجب أن يبقى هو ذاته، ذلك الذي عبر عنه وقتها الرئيس الرّاحل الباجي قايد السبسي.
والله يرحم سي الباجي ويسامحه فين ما يتوجب السماح …ويسامحنا أيضا”.
شارك رأيك