بعد عرضه في جل دور السينما العربية الصائفة الماضية وتحقيقه لإرادات ضخمة تم طرح فيلم “وش في وش” مؤخرا على منصة “نيتفلكس” والفيلم من صنف الكوميديا الاجتماعية أو “اللايت كوميدي”، من إخراج وليد الحلفاوى، و بطولة النجمان محمد ممدوح وأمينة خليل مع مجموعة من أهم الممثلين على غرار أحمد خالد صالح، محمد شاهين، خالد كمال، أنوشكا، أسماء جلال، محمد شاهين، بيومي فؤاد محمود الليثي، سامي مغاوري، دنيا سامي، وسلوى محمد علي.
مريم مرايحي
أشاد أغلب الجمهور بقصة الفيلم التي تتمحور حول زوجين يقعان في خلاف، وبتدخل عائلتي الطرفين ثم تتفاقم الأزمة.
“لسة مخلص فرجة على الفيلم الحلو أوي ده للمرة الرابعة. بجد الفيلم ده بالنسبة لي أحلى وأذكى وأرقى فيلم مصري شفته في آخر سنتين… تلاتة”: هكذا أشاد المؤلف تامر حبيب بالفيلم.
تحدي سينما اللوكايشن الواحد:
ينتمي الفيلم إلى صنف سينما اللوكايشن الواحد أو المكان الواحد. ويعد هذا النوع السينمائي تحديًا حقيقيًا لكل من المخرج والكاتب والممثل فمن الصعب المحافظة على انتباه المشاهد في فيلم مصور تصويرًا كاملًا في مكان واحد لمدة تقارب ساعتين، دون السقوط في الإطالة والملل. حيث يكون الدور الهام والرئيسي للحوار، والممثل، والكاميرا. حيث قال الناقد الفني طارق الشناوي في هذا السياق: “وليد الحلفاوي أثبت من خلال فيلم “وش في وش” انه كاتب ومخرج موهوب، يعتبر من أصعب الأفلام في تكنيك تصويره، حبس الأبطال لفترة زمنية محددة داخل مكان شقة، أمر صعب، وأن يطرح من خلال ذلك العديد من القضايا الحياتية الاجتماعية والسياسية قدر المستطاع، بأكثر من جيل ومستوى اجتماعي، عمل فني يجب أن نحيي صناعه على الجرأة في اختيار الفكرة وتنفيذها، سيناريو كتابيًا صعب ولم يكن سهل، فيه إيقاع وروح داخل لوكيشن واحد».
اخراج محترف لوليد الحلفاوي واعتماد تقنية الحوارات الثنائية أو “الكابلز أمام الكاميرا”: كانت أغلب الحوارات في الفيلم ثنائية أو كابلز حيث تعد هذه التقنية ركيزة الكوميديا أو الضحك في الفيلم. حيث كانت أغلب الحوارات في الفيلم كوميدية ترتكز على الافيهات ونذكر بالأساس الحوارات بين محمود الليثي ودنيا سامي.
كتابة خلقت فيلما يجمع بين العصرية وخفة الدم:
«فيلم “وش في وش”، أذكى كتابة شوفتها من فترة، فخور بالسينما المصرية لمَا تتمزج وتفنن وتعمل أفلام حلوة» : هكذا أبدى المخرج عمرو سلامة إعجابه بكتابة الفيلم.
خالد الحلفاوي هو مخرج ومؤلف الفيلم وتعد هذه التفصيلة نقطة قوة الفيلم حيث حدث تناغم بين السيناريو والإخراج. وتعد الكتابة من حوار ومواقف وسيناريو الدور الأهم في نجاح الفيلم فكانت الكتابة “خفيفة الدم'” حيث تعددت المواقف الكوميديا بين الأبطال الذي تميز أغلبهم بملامح كوميدية.
فتكثر المواقف الكوميدية بسبب مواقف غير متفتعلة وتحدث الكوميديا نتيجة لتفاعل الشخصيات بينها وبين بعضها، فنظرا لوجود صلة قرابة بين أغلب الشخصيات نجد العديد من المواقف والذكريات المضحكة خصوصا في حالة احتجاز الجميع في مكان واحد لفترة طويلة.
نسق سريع للأحداث وصعوبة خلق أحداث في زمن درامي ضيق:
تدور أحداث الفيلم في زمن درامي ضيق لا يتعدى ساعات ويعد هذا العامل نقطة قوة الفيلم إذ يجب خلق أحداث وشخصيات ونسق درامي غير ممل في وقت وجيز ودون السقوط في الرتابة والتكرار.
حيث تتسارع الأحداث منذ بداية الفيلم أو بداية الخلاف بين الزوجين و يتطور سريعا ليصبح شجارا عنيفا بين الأسرتين، وتتطور الأحداث سريعا بدون إطالة أو ملل.
يطرح الفيلم عددا من القضايا الاجتماعية والاجتماعية أبرزها دور السوشيال ميديا في تضخيم حجم الخلافات.
كذلك تأثير تدخل أطراف أخرى في حل الخلافات بين الطرفين الذي قد يؤدي الى تضخيم المشكلة.
شارك رأيك