يمرّ اليوم 37 عاما على استشهاد الرفيق نبيل البركاتي تحت التعذيب بمركز شرطة قعفور من ولاية سليانة. استشهد نبيل بعد إيقافه صحبة عدد من رفاقه من مناضلي حزب العمال وتعرّضهم للتعذيب الوحشي لانتزاع اعترافات حول حزب العمال الذي أعلن عن تأسيسه في 3 جانفي 1986، وقد كان “نصيب” نبيل من التّعذيب فظيعا بحكم الصّمود الأسطوري والملحمي الذي واجه به بشاعة الجلّاد ووحشيّته مخيّرا الاستشهاد على تقديم اعترافات مهما كانت جزئية عن حزبه ورفاقه. استشهد نبيل تحت التعذيب وأُُلْقِيَ بجسمه الطاهر قرب سكّة الحديد بعد إطلاق رصاصةٍ في رأسه للإيهام بأنّه انتحر.
وهكذا التحق بشهداء الشّعب التونسي الخالدين الذين فدَوْا تونس بأرواحهم الزكيّة في معارك التحرير ضدّ الاستعمار وضدّ الدكتاتورية الدستورية التي كثيرا ما وجّهت رصاصها إلى الصّدور العارية للتونسيّين في معارك 26 جانفي 1978 و3 جانفي 1984 حيث سقط مئات الشهداء وسالت دمائهم تعميدا لمعركة الحرية والعدالة والتقدّم.
إن حزب العمال إذ يُحيي ذكرى شهيد الحرية الرفيق نبيل البركاتي، وإذ ينحني أمام ذكراه رمزا أبديّا لنضال الثوريّين في العالم من أجل التحرّر والانعتاق والاشتراكية، وإذ يعاهد الشهيد نبيل البركاتي وكافة شهداء الشعب التونسي على الحفاظ على نفس الأمانة ونفس البوصلة تمسّكا بالقيم والمبادئ الثورية، فإنه:
- يجدّد إدانته لإخلال الدولة بعهدها تحويل يوم 8 ماي يوما وطنيا لمناهضة التّعذيب.
- يذكّر الشعب التونسي والمعنيّين بتصفية تركة الاستبداد أن ملف محاكمة قتلة الشهيد نبيل البركاتي مازال يراوح مكانه، مثل كل قضايا الشّهداء، بما يؤكّد طبيعة النظام القائم الذي مازال يتستّر على القتلة ويكرّس الإفلات من العقاب سواء تعلّق الأمر بانتهاكات ما قبل الثورة أو ما بعدها.
- يجدّد الدعوة إلى كلّ القوى الديمقراطية والتقدمية من أجل توحيد المجهودات للتصدّي للاستبداد الزاحف وللانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي عرفت تصاعدا مُريعا بعد انقلاب 25 جويلية.
حزب العمال
تونس، في 8 ماي 2024
شارك رأيك