لطفي المرايحي: “هيهات أن نرضى لوطننا و لأنفسنا الذل و الهوان”

الدكتور لطفي المرايحي الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري يطرح عبر تدوينة نشرها مساء اليوم الثلاثاء 14 ماي 2024 على صفحته الرسمية بالفايسبوك السؤال أو التساؤل التالي بعد الأحداث الأخيرة التي تم توخيها ضد قطاعي الإعلام و المحاماة من هرسلة و عنف و اعتقالات و ايقافات :

“والآن ما العمل؟

لقد اتضح اليوم، بما لم يعد يترك مجالا للشك، المنحى التسلطي الذي أردت إليه السلطة القائمة في بلادنا، واصبح الجميع يدرك، بمن فيهم من خانه حدسه على استشراف المآلات من اللحظة الاولى للانقلاب، أننا أصبحنا تحت قبضة الرجل الواحد الحاكم المطلق المتجاوز لكل الضوابط القانونية والاخلاقية، المتشبث بالحكم، الجاعل من استمراره فيه بالنسبة اليه مسالة حياة أو فناء.

صادر حرية التعبير واصبح ذاتا مقدسة فوق كل تقييم وكمم الافواه بالسجن أو المطاردة حتى لا تصدح بكلمة الحق وتشهر بالفشل الذريع وبحالة التخبط العشوائي والعبث الذي تعيش بلادنا على وقعهم، فهل لاجل هذا سفكت دماء الشهداء وهل من أجل هذا المصير البائس قامت الثورة؟

إن شعبنا العظيم مهما كتم الغيض وصبر على الظلم لا يمكنه أن يستمر في الصمت امام تيه يصادر حاضرنا ويرتهن مستقبلنا، وآن الاوان للخلاص من هذا الكابوس وزبانيته ممن لم يتعضوا بالتاريخ قديمه وحديثه وانقادوا الى البطش والظلم واخذتهم العزة بالاثم، واشتغلت معاول هدمهم لا تبقي ولا تذر حتى هدمت كل منجز وحولته الى أنقاض وشقت وحدتنا الوطنية فشتت شملنا وغذت في النفوس مشاعر الحقد والبغضاء والشماتة.

إن تونس أكبر من ان يحكمها العبث والتونسييون احرار اعزاء لا يكسرهم قمع ولا يثنيهم ترهيب. تونس اليوم ومصيرنا والقادم من مستقبل ابنائنا يضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما ان نهب جميعا مطالبين بانتخابات رئاسية في موعدها لا يقصى عنها أحد بتعلات خبيثة معلومة النوايا ونمهد بذلك لانتقال سلس وسلمي للسلطة يعيد الأمور الى نصابها ويجدد فينا الثقة والامل لتجاوز الرهانات الحقيقية التي تواجهنا، وإما ان يتمادى الوضع على ما هو عليه حتى تاتي لا قدر الله لحظة الإنفجار التي لا تبقي ولا تذر.

اني اخترت أن انتصر لتونس ولا أظن ان بيننا من يخذلها. لم نكن يوما غير دعاة سلم وحكمة وتعقل ولكن هيهات أن نرضى لوطننا و لانفسنا الذل والهوان.

المجد والعزة لتونس والتونسيين وفعلا لا عاش فيها من خانها”.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.