- بقلم الصحفي فاهم بوكدوس
بعد يومين من عودة وائل الدحدوح رئيس مكتب الجزيرة بغزة، إلى قطر (بسبب التعب الذي أصابه من جراء الإصابة في يده) و ذلك بعد إقامة قصيرة بتونس (منذ يوم 27 ماي 2024)، نشر الصحفي فاهم بوكدوس ما يلي تحت عنوان: “وائل الدحدوح باق في تونس”
“بمعزل عن فعاليات الزيارة، يمثل قدوم صحافي شجاع قام بتغطية صحفية استثنائية في سياق أمني وسياسي خطير ومعقد، أمر شديد الاهمية بالنسبة للصحفي ذاته ولمكونات بلد الزيارة.
ويزداد الأمر اهمية اذا كان الأمر بتعلق بفلسطين حيث تربطها بتونس والشعب التونسي علاقة قومية وسياسية ونضالية ووجدانية وعاطفية شديدة الخصوصية تتراجع فيها التصنيفات الدينية والايديولوجية والفكرية إلى الدرجة الصفر من القراءة، خاصة بعد ان قدرت وحدة النضال والميدان في غزة وباقي الأراضي المحتلة خاصة منذ السابع من أكتوبر أن تمحي جملة من التخيلات الهووية عند عدد من المكونات المجهرية في تونس والمنطقة العربية والعالم.
اكدت نقابة الصحفيين من خلال دعوتها وائل الدحدوح الالتزام بمبدأ التضامن الصحفي المبثوث في كل المدونات الصحفية للهياكل المهنية في كل اصقاع العالم بما فيه تكريم الصحفيين الذين تجاسروا وضحوا بالغالي والنفيس من أجل اعلاء صوت الحقيقة كجوهر للمهنة ودافع أصيل لتواصلها وتألقها، وهو ما حصل سواء في مقر النقابة أو في معهد الصحافة، وتمثل جميع الصور والحوارات التي جمعت الدحدوح بصحفيين وطلبة جزء من عملية التكريم وتوثيقه، وهو فعل يتجاوز اهمية فعل اللحظة إلى تأثير مستقبلي.
أن جملة النقاشات التي حصلت حول تغطية الحروب، وخصوصية الفعل الصحفي في سياقات استثنائية تنعدم فيها مباديء السلامة، والحدود الفاصلة بين المهنة والالتزام والمقاومة، وازدوجية المعايير في تغطية الشأن الفلسطيني، والغرف التحريرية الموحدة للتعتيم على القضية الفلسطينية أو للانتصار لها، كانت شديدة الاهمية خاصة حين تتجاوز جوانبها النظرية لتحتك بالحقاءق والوقاءع، وتركت بصمات نهائية في الحركة الصحفية التونسية.
أن تحول الدحدوح إلى سردية شعبية تتاسس على الشجاعة والمقاومة والمأساة كانت محل جذب جماهيري في كل بلدان العالم، وتملك القدرة على تعزيز الحراك المدني المقاوم والمقاطع خاصة عند الشعوب العربية التي تراجع زخم اسنادها للشعب الفلسطيني بدرجة لافتة، وحتى وأن لم تحصل لقاءات جماهيرية مبرمجة في العاصمة وبنزرت وصفاقس، فإن صدى تلك السردية قد فعل فعله، فعلا سيبقى ويتعزز.
التفاصيل-والتأويلات-الصغيرة -تبقى-على -هامش-الزيارة-صغيرة”.