في إطار تفعيل الدّبلوماسية الاقتصاديّة نظّمت مؤخرا القنصلية التونسية ببالارمو يوما اقتصاديّا بمنطقة “كتانيا”بجزيرة صقلية بعنوان “الصناعات الغذائية: فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين تونس وصقلية”، وذلك تحت إشراف سفارة تونس بإيطاليا وبالتعاون مع غرفة التجارة لجنوب شرق صقلية(كتانيا وراقوزا وسيراكوزا)ومنظمة كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية والغرفة التونسية الايطالية للتجارة والصناعة وبمشاركة ممثلي مركز النهوض بالصّادرات ووكالة النهوض بالإستثمار الخارجي بميلانو.
وقد أشرف مراد بورحلة، سفير تونس لدى إيطاليا على افتتاح هذا اليوم رفقة Gaetano GALVAGNO رئيس البرلمان الجهوي الصقلي وبحضور قرابة 60 رجل أعمال إيطالي في المجالين الفلاحي والصناعات الغذائيّة.
وخلال مداخلته، ثمّن السفير المجهود المبذول من قبل كافة الأطراف لتنظيم هذه التظاهرة الاقتصاديّة بجهة صقليّة، نظرا لما تزخر به الجهة من إمكانيّات هامة للإستثمار في تونس و فرص تجارية واعدة في مجال الصناعات الغذائيّة، كما تطرّق إلى واقع العلاقات المتميّزة بين تونس وإيطاليا التي تشهد تطوّرا مطّردا في شتّى المجالات، مشيرا إلى ضرورة استغلال القرب الجغرافي لبلادنا لتعزيز المبادلات التجارية ومفيدا بأنّ تونس ستكون ضمن أولويّات “خطة ماتي” الإيطالية الطموحة لتمويل مشاريع التنمية في إفريقيا.
ومن جانبه، نوّه رئيس البرلمان الجهوي الصقلي بدور التظاهرات الاقتصادية والثقافية التي يتم تنظيمها حتّى تكون فرصة للتلاقي ولدعم العلاقات التونسية الإيطالية بصفة عامّة والتونسية الصقليّة بصفة خاصّة، مشيرا إلى استعداد مؤسّستي البرلمان الجهوي والحكومة الجهوية الصقليّة لتقديم كلّ الدّعم لتطوير علاقات التعاون في شتّى المجالات.
وفي السياق ذاته، أفاد رئيس غرفة التجارة وأمينها العام في مداخلتهما إلى أهمية هذه التظاهرة الاقتصاديّة التي تعد مناسبة للتعريف بمزايا مناخ الاستثمار بتونس ولإطلاع رجال الأعمال الإيطاليين بجهة صقلية بما تزخر به تونس من إمكانيات متاحة و فرص هامة للاستثمار في مجال الصناعات الغذائية.
وقد نقل الأمين العام لغرفة التجارة المذكورة إلى سفير تونس بإيطاليا رسالة خطية من قبل Adolfo URSO وزير الأعمال والصناعة في إيطاليا بالحكومة الإيطاليّة أشاد فيها بمتانة العلاقات بين البلدين التي ما فتئت تتوطّد بفضل كثافة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين السّامين للبلدين.
وخلال هذا اليوم الاقتصادي، قدّم المشاركون من الجانب التونسي رئيس منظمة كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية ورئيس الغرفة التونسية الإيطالية للتجارة والصناعة وممثّلي مركز النهوض بالصّادرات ووكالة النهوض بالإستثمار الخارجي بميلانو مداخلات مرفقة بعروض تقديميّة سمعية بصرية تمحورت بالأساس حول واقع العلاقات الاقتصاديّة بين تونس وإيطاليا في شتّى القطاعات لاسيما قطاعي الفلاحة والصّناعات الغذائيّة، والذي تجسّد بالأساس من خلال ارتفاع عدد المؤسّسات الإيطالية المنتصبة بتونس (قرابة 977 شركة إيطاليّة توفّر 80 ألف موطن شغل)، مشيرين إلى المزايا التي توفّرها بلادنا في إطار التشجيع على استقطاب الاستثمار الأجنبي من إعفاءات جبائيّة وجمركيّة وقرب جغرافي وانخفاض تكاليف الشحن والنقل البحري والجوّي مقارنة بأغلب البلدان الآسيويّة وكفاءة اليد العاملة التونسيّة وانخفاض تكلفتها، ممّا يساهم في تزايدحجم الإستثمارات الإيطالية والمبادلات التجارية بين تونس وإيطاليا، مع الإشارة في هذا الخصوص إلى المشاريع المشتركة بين البلدين على غرار مشروع الربط الكهربائي وإلى أهمية الإستفادة من انخراط بلادنا في التجمّعات الإقتصاديّة الافريقيّة على غرار السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا واتفاقيّة التجارة الحرّة القاريّة الافريقيّة
هذا، وقد اختتمت الندوة بتقديم بعض الشهادات للتجارب الناجحة لعدد من رجال الأعمال الإيطاليين المستثمرين في تونس، مقترحين في هذا الصدد إحداث خطّ جويّ مباشر يربط بين “كتانيا” وتونس بما يساهم في النهوض بالمبادلات التجارية والوجهة السياحية التونسية واستقطاب الإستثمارات باعتبار أنّ محافظة “كتانيا” تعدّ قطبا صناعيّا واقتصاديّا وسياحيّا هامّا.
وفي ختام هذا اليوم، تمّ عرض بعض المنتوجات الغذائيّة التونسية (حلويّات، زيت زيتون،مصبّرات طماطم، تن،تمور) ومطويّات ترويجيّة للوجهة السياحية والاستثماريّة التونسية،كما تم في إطار تجسيد التوصيات المنبثقة عن هذه التظاهرة الاتفاق على تنظيم زيارة لرجال أعمال إيطاليين إلى تونس لعقد لقاءات ثنائية مع نظرائهم التونسيّين قبل موفّى السنة الحالية.
- كاتب المقال: منصف كريمي