تحتفل بلادنا اليوم مع عدد من دول العالم بعيد الموسيقى هذا الفن الراقي واللغة الكونية المشتركة التي يتقاسمها كل شعوب العالم على اختلاف ألسنتهم وحضاراتهم و دياناتهم .
إنّ ما يجمع مختلف بلدان العالم هو حب الموسيقى وممارستها فيحاول كل صوت موسيقي أن يصل إلى الآخر في الضفاف المقابلة تأسيسا وترسيخا لتلاقي الحضارات وتنوعها وتلاحقها والهدف الأسمى أخيرا هو الإنسان والارتقاء بفن سامق في جماليته عال في روحانيته يتجه إلى الأذن لينفذ إلى الروح والعقل معا ويمثل جزءا من الثقافة العالمية. فيه تتنافذ الأنماط الموسيقية المختلفة والحساسيات والمدارس الفنية قديمها وحديثها ومستجدّها فتتمايز مكوّنة حديقة بزهور متنوعة لكن الخيط الناظم لعقدها هو الإبداع والتميز والخيال الخلاق الذي يجعل صوت الفن والجمال يعلو في آفاق المعمورة كلّها.
فالموسيقى صوت حب الحياة صوت التأسيس لذائقة بديلة وجمالية مختلفة ومجددة صوت الفن في أبهى تجلياته، فضلا عن كونها كانت دائما سندا للقضايا العادلة وصوتا لمن لا صوت لهم على غرار القضية الفلسطينية التي عرّف بها الفن عموما والموسيقى تخصيصا وأبلغ صداها أرجاء المعمورة مع كشف الفظاعات التي يقترفها الغاصبون. كما كان الموسيقيون التونسيون على مختلف اجيالهم وحساسياتهم الفنية منخرطين في رفع قيم العدل والحق والجمال وصوتا للمهمّش والمنسيّ والمظلوم .
وبهذه المناسبة تنتظم بمختلف مدننا احتفاليات موسيقية على أركاح المسارح أو في الفضاءات المفتوحة والساحات العامة لنشارك العالم احتفاءه بهذا الفن ّ الكوني ّ مع أنّ للموسيقى في بلادنا مكانة تجعلها احتفاء يوميا على مدار السنة سواء في المهرجانات الصيفية أو الخصوصية أو في مهرجان الأغنية التونسية و أيام قرطاج الموسيقية ومختلف التظاهرات التي تعنى بالفن الموسيقي في كل جهات البلاد.
و انّ وزارة الشؤون الثقافية تتقدم بعبارات التهنئة والتقدير لكل الموسيقيين في مختلف أجيالهم وتوجهاتهم الفنية. مع التأكيد أننا على العهد للعمل المتواصل من أجل الارتقاء بقطاع الموسيقى ودعمه وإسناد المبدعين في هذا المجال وهو توجّه له مكانة جوهرية في استراتيجية وزارة الشؤون الثقافية ومؤسساتها تطويرا لهذا القطاع وإيجادا لسبل ترقية الصناعات الموسيقية وتذليل العقبات التي تحول دون تحسين أدائها لنبني على الموجود ونضيف عليه تأسيسا لمنشود أجمل وعالم أكثر فنا وجمالا وارتقاء بالأذواق والعقول السليمة.
فكل عام و الموسيقيين وأهل المهنة بخير على أرض تونس الخضراء بلد الفن والجمال.