انتظمت أيام 27 و28 و29 جوان 2024 بتونس الدورة الثانية لمؤتمر علوم السمعيات واختصاص قيس وتقويم السمع بمشاركة أطباء ودكاترة وباحثين ومختصين من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والمغرب العربي والعالم العربي في ورشات ناقشت كل ما يتعلق بميدان علوم السمع من اضطرابات وأساليب علاجية وآخر التطورات التكنولوجية.
الأيام من تنظيم الغرفة الوطنية لمراكز تقويم وإصلاح السمع، التابعة للجامعة الوطنية للصحة المنضوية في الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، وبالشراكة مع الجمعيات التي تمثل أطباء الأنف والأذن والحنجرة التونسيين Storl وSTMV، ومؤسسات أجهزة السمع Audition Confort Tunisie و Hitech Medical وCaduce.
وأكدت السيدة منى الزواري رئيسة الغرفة الوطنية لمراكز تقويم وإصلاح السمع في افتتاح المؤتمر أهمية هذا الحدث العلمي الذي يجمع بين نخبة من الأطباء والمختصين في مجال معالجة الصمم وتأثيراته، بفضل تضافر جهود عديد اللجان التي سهرت على تنظيمه ومساهمتهم في اعداد برنامج ثري للدورة وتسهيل الاتصالات بالخبراء والباحثين المعنيين.
وعبرت السيدة منى الزواري عن أملها في أن تكون هذه اللجان نواةً لهيئة قارة تضم جميع القطاعات الطبية وشبه الطبية، وتتمتع بحرية التصرف والاستقلالية المالية، ويكون دورها الأساسي الإعداد والإشهار والتنظيم لمختلف الدورات القادمة للمؤتمر، وتسعى لجعل هذا الحدث العلمي الهام موعدًا مهمًا وقارا في هذا المجال على النطاق الإفريقي والعربي والمتوسطي.
وحيّت رئيسة الغرفة الضيوف الأجانب من دكاترة وباحثين مرموقين، الذين لبوا الدعوة للمجيء والمشاركة في هذه الدورة وخاصة السيد Bopanna Ballachanda، رئيس الأكاديمية الأمريكية لعلوم السمع “AAA” ، الذي عبر عن إعجابه بالمستوى المتميز لبرنامج الدورة، والدكتور Hung Thai-Van رئيس لجنة تنظيم المؤتمر العالمي للسمعيات الذي سينعقد بباريس في نهاية سبتمبر القادم، والذي شارك عبر مداخلة عن بعد.
من جانبه قدم الدكتور Bopanna Ballachanda مداخلة عرّف فيها بالاكاديمية الأمريكية، كما طرح إشكالية العبء العالمي لفقدان السمع، مشيرا إلى أن 360 مليون شخص في العالم مصابون بإعاقة فقدان السمع (328 مليون بالغ و32 مليون طفل) حسب إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية، مضيفا أن فقدان السمع قد ينجم عن أسباب وراثية، ومضاعفات عند الولادة، وبعض الأمراض المعدية، والتهابات الأذن المزمنة، واستخدام أدوية معينة، والتعرض للضوضاء المفرطة، والشيخوخة، كما أن هناك أبحاث تؤكد وجود عوامل أخرى منها التعرض لألعاب الفيديو أو الألعاب الالكترونية، مؤكدا أن 60% من حالات فقدان السمع لدى الأطفال ترجع إلى أسباب يمكن الوقاية منها.
وفي أشغال اليوم الاول وضمن محور تقييم وتشخيص السمع قدّم الدكتور الأمريكي James W. Hall III مداخلة حول تطبيق مبدأ الفحص المتقاطع في علم السمع التشخيصي، كما قدم الدكتور David K. Brown من الولايات المتحدة الأمريكية مداخلة حول التطبيقات السريرية للانبعاثات الصوتية السمعية، ومن المملكة العربية السعودية قدم الدكتور محمد الفرغال مداخلته حول قياس طبلة الأذن.
المحور الثاني للمؤتمر تناول تقييم وإدارة السمع لدى الأطفال حيث قدمت الدكتورة Anne E.Hogan مداخلتها حول كفاءة وفعالية فحوصات السمع في المدارس، وقدمت هالة العمري من الأردن استخدام ومعوقات الاختبار السمعي السلوكي، وعن طريق فيديو مسجل قدّم الدكتور ٍ Hung Thai-Van ملخصا لدراسة مقارنة عن المعالجة السمعية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم.
وفي محور إعادة تأهيل السمع وإدارته قدمت السيدة منى الزواري صحبة وصال الجباهي دراسة تجريبية عن دور المعينات السمعية في تحسين وضوح الكلام وفهمه، كما قدم ناجح باللطيف وميساء الحجوري مداخلة عن كيفية تأهيل الصمم الحسي العصبي الأحادي، وقدمت ألفة بن قمرة مداخلة عن الصمم الشيخوخي والتكفل بمصاريف العلاج، وفي نفس الموضوع تدخلت إلهام شرف الدين ورانيا الخراط حيث طرحا حلول اضطرابات الفهم والوضوح في الصمم الشيخوخي وتناول المحور الأخير في اليوم الأول أجهزة السمع المزروعة.
اليوم الثاني للمؤتمر شهد إثارة عديد الإشكاليات المتعلقة باضطرابات السمع وعلاجه، من ذلك ما طرحته تمارا عكاوي من لبنان في تقييم وتشخيص السمع، عن تأثيرات معدلات التحفيز، كما طرح متدخلون إشكاليات الصمم المركزي، وأدوات فحص الصمم والاخفاء في قياس السمع النغمي.
وفي محور تقييم وإدارة السمع لدى الأطفال، تم طرح اختيار مستوى التكنولوجيا لدى الأطفال، والميزات الخاصة بمعدات طب الأطفال، وتصلب الاذن واداة السمع والمعينات السمعية وتعزيز السمع الصحي.
محور التقدم التكنولوجي في مجال علوم السمعيات تناول مواضيع استخدام المحاكاة في علم السمع، وعلم السمع عن بعد، والبحث والتطوير ونقل التكنولوجيا في مشروع المدينة الذكية ، أما محور طنين الاذن وفرط السمع فقد اهتم بالفيزيولوجيا المرضية والتكفل بمصاريف علاج احتداد السمع، وعلاج طنين الأذن بإعادة التدريب، واستخدام الكهرباء والتحفيز، وتقييم وإدارة المرضى الذين يعانون من طنين الاذن الحاد.
وطرحت بقية ورشات اليوم الثاني مواضيع الفيزيولوجيا الدهليزية والفيزيولوجيا المرضية، والدوار الموضعي الانتيابي الحميد، واعتلال الدهليز الثنائي والتقييم والتشخيص الدهليزي.
واهتم اليوم الأخير للمؤتمر بأجهزة السمع المزروعة: برمجتها وعلاقتها بالتوحد والصمم، وطرق التعامل مع الأطفال الذين تم تشخيصهم بضعف السمع، واضطرابات اللغة عند الأطفال مع اضطرابات طيف التوحد والمساعدة في اكتساب الأطفال للغة، وتقييم وإدارة الدهليزي لدى الأطفال، والفحص العملي للدوار عند الأطفال والدوار الإدراكي الوضعي المستمر وعلاج عدم التوازن.
كما انعقدت على هامش محاور المؤتمر التي انعقد بعضها في نفس التوقيت، ورشات عمل أشرف عليها عدد من الدكاترة ضيوف المؤتمر حول التدريب العملي لتعلم كيفية اجراء الفحص الدهليزي السريري، والجلسة العملية لدوار الوضع الانتيابي الحميد(BPPV) ، وفحص سمع فعال قائم على الادلة لأطفال المدارس والأطفال الأصغر سنا، والتدريب على السمع وتعلمه باستخدام محاكاة الكمبيوتر، وافضل الممارسات في تركيب المعينات السمعية، كما انعقدت ورشات صناعية لشركات أجهزة السمع.
وفي اختتام المؤتمر تم تكريم 3 فائزين من المشاركين بدراسات علمية: مريم بن عياد وأماني حشيشة وغرسلي جيهان.