سعادة السفيرة،
السيدات والسادة،
باسم الحكومة التونسية، أتقدم إليكم سيدتي بأحرّ التهاني وأطيب الأماني بمناسبة العيد الوطني لبلدكم كما نتمنى لجميع مواطنيكم الطمأنينة والازدهار والتقدم.
يتنزل الاحتفال هذه السنة في سياق خاص، متزامنا مع تعبير الشعب الفرنسي عن إرادته بمناسبة الانتخابات التشريعية.
وإننا بطبيعة الحال نعبّر عن احترامنا لهذا القرار السيادي كما أننا سنواصل العمل على تعزيز روابط التعاون مع المنتخبين الجدد.
تقدم تونس، بدورها، على مسار انتخابي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية خلال الأسابيع القادمة، وهنا نتقدّم لكم بالشكر على سرعة الإجراءات التي اتخذتموها بالفعل وعلى كل ما ستقدمونه، لتمكين مواطنينا المقيمين بفرنسا، من الإدلاء بأصواتهم في أحسن الظروف خلال هذا الاقتراع الهام.
كما أخصّ بالذكر هنا كافة مزدوجي الجنسية، مواطني بلدينا الذين يتمتعون بمواطنة كاملة في كلا البلدين والذين يعزّزون التقارب بيننا.
إن عددا كبيرا منهم قد قدّم الكثير لإشعاع بلدينا في جميع المجالات وعلى مرّ الأزمنة. وفي هذا السياق، أودّ التذكير، علاوة على ما سبق، بأنّ تونس، التي تدرك وتثمّن إسهامات كفاءاتها التونسية بالخارج، سواء لفائدة بلدهم الأم أو لفائدة بلد الإقامة، تعتزم تنظيم منتدى وطني خاص بهم يومي 6 و7 أوت المقبل.
نحن نسعى من خلال ذلك إلى الشروع في إنشاء مقاربة جديدة في علاقتنا مع مواطنينا المغتربين، بهدف تيسير انخراطهم بطريقة أفضل في مسار تنمية البلاد والاستفادة من خبراتهم المتراكمة في عديد المجالات البارزة.
سعادة السفيرة،
تبقى تونس متمسكة بالارتقاء المتواصل للعلاقات مع بلدكم، وهي علاقات تاريخية تتميز بروابط خاصة بين شعبينا. إن التفاهم وانتظام التواصل بين الرئيسين قيس سعيّد وإيمانويل ماكرون، يشكّلان رصيدا هاما لعلاقاتنا. كما شهدت هذه السنة، خلال شهر فيفري المنقضي زيارة السيد رئيس الحكومة إلى فرنسا، تلبية لدعوة نظيره الفرنسي.
ان هذا الانسجام الذي نشهده على أعلى مستوى في الدولة يجب أن يحتذى به من قبل جميع كبار المسؤولين في كلا البلدين بدون استعاضة وفي جميع الظروف.
واستحضر في هذا السياق ما كتبه وزير بلدكم لشؤون أوروبا والشؤون الخارجية في بيان رسمي بتاريخ 19 جوان 2024:” إنّ التدخل الأجنبي يرمي إلى المساس بمصالحنا الجوهرية وزعزعة استقرار مؤسساتنا الديمقراطية وتهديد تماسك مجتمعنا. هي أمور غير مقبولة! وقد تعهّدت وزارتي بهذه المسائل الجوهرية”.
إني أعرب عن تأييدي لهذه التصريحات، وفيما يخصّنا، فإننا نلتزم بها ونعتمدها مع شركائنا دون تمييز.
سعادة السفيرة،
تكتسب علاقتنا الثنائية كامل أهميتها عندما نأخذ بعين الاعتبار كل ما يمكننا- وما يتعيّن علينا- القيام به معًا لمجابهة التحديات الجسيمة والمتعددة التي تواجهنا والتي قد نورثها للأجيال القادمة في حال تغاضينا عن معالجتها.
إنّ هذه التحديات التي تجابهها منطقتنا المتوسطية بشكل مباشر، تؤثّر أيضا على الأمن والسلام الدوليين، وليس أقل من ذلك، على استدامة كوكبنا.
إن بلدكم، علاوة على تاريخه والقيم التي يدافع عنها، يتحمّل وقبل كل شيء مسؤولية أخلاقية خاصة للتوصّل، في أقرب الآجال، إلى وقف للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الذي يجب أن يستعيد جميع حقوقه المشروعة على كامل أراضيه، فضلا عن السعي إلى تقديم جميع المسؤولين عن هذه الجرائم الشنيعة إلى العدالة.
وبصفتكم عضوا في الاتحاد الأوروبي، فإنّ لصوتكم أهمية في تعزيز شراكتنا وذلك بتوجيهها نحو مسار شراكة متوازنة، أساسها الاحترام المتبادل وتحقيق المنفعة للطرفين والتي قوامها خلق ثروات مستدامة وضمان الاستقرار لفائدة الجميع.
عيد وطني سعيد لجميع أصدقائنا الفرنسيين.
عاشت الصداقة والتفاهم التونسي الفرنسي.
- تونس في 14 جويلية 2024