يستمر مهرجان الحمامات الدولي في العرض التاسع ضمن برمجة الدورة الثامنة والخمسين في تلوين الركح بمشاريع فنية مبتكرة وأنماط موسيقية متنوعة تلبي الذائقات المختلفة للجمهور.
وبعد الموسيقى التونسية في أنماطها المختلفة والطرب وتأثيرات البوب والأفرو والفلامنكو، كان الموعد مع عوالم الجاز التي عشقها عازف البيانو الإيطالي “دانيلو ريا” وخلق منها رحلة موسيقية متفردة، جذورها ضاربة في الماضي وفروعها ممتدة في الحاضر.
مشروع “La Grande Opera in Jazz” الذي شكل رحلة موسيقية آسرة على ركح الحمامات، هو مشروع موسيقي ترواح تفاصيله بين الأصوات وعروض الفيديو والصور الفوتوغرافية. إذ يعد خطوة اعتراف وعرفان بكبار مغني الأوبرا.
في ثنايا هذا العمل تسطع نجوم على غرار ماريا كالاس، وبنيامينو جيجلي، وإنريكو كاروسو، في عرض يقترح سردا فنيا وشعريا يخلق لوحة صوتية وبصرية على إيقاع ألحان فنانين حفظوا مكانتهم في الذاكرة الموسيقية؛ بوتشيني وروسيني وبيليني ودونيزيتي.
العرض المحبوك بشغف يعكس براعة العازف الإيطالي الموغل في عشق موسيقى الجاز دون أن يتغافل عن تأثيرات الموسيقى الكلاسيكية والبوب التي طبعت مسيرته وأسلوبه الاستثنائي.
الألحان و الارتجالات عنصران أساسيان في عرض “دانيلو ريا” الذي دوى اسمه في عالم الجاز وراكم تجارب مختلفة منذ ظهوره للمرة الأولى على الركح عام 1975 في “ثلاثي روما” مع إنزو بيتروباولي وروبرتو جاتو.
حفر “دانيلو ريو” في الأرشيف ليصنع عنصر الفرجة ويغازل عشاق الجاز عبر ألحان خالدة ترافقها نغمات البيانو إذ داعبت أنامله مفاتيحه، في مراوحة بين الماضي والحاضر يقترح إثرها سفرا بين كلاسيكيات الجاز وألحان الأوبرا والأغاني الإيطالية.
توليفة ساحرة بين الأداء الأخاذ لدانيلو ريا والأصوات الصادحة من التسجيلات التاريخية التي يعود بعضها إلى عام 1910، مصافحة لا تتكرر مع مشاهد لا يمكن أن يراها الجمهور إلا في هذا العرض الذي تتناغم فيه الألحان والارتجال الحي.
تجربة ثقافية وحسّية أخرى تقترحها برمجة مهرجان الحمامات الدولي، لتتواصل إثرها التجارب الفنية وتروي فصول المقاومة عبر الفن من خلال عرض الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي في سهرة 14 جويلية 2024.