محاولة اغتيال ترامب حادث‭ ‬بمثقال‭ ‬‏الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬      

حادث محاولة اغتيال المرشح للرئاسة الأمر يكية دونالد ترامب‭‬‭ ‬مؤسف‭ ‬ومدان‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته ولكن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬استخلاص‭ ‬العبرة‭ ‬منه‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تأخذها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬كقوة‭ ‬عظمى‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬الفيتو‭ ‬إلا‭ ‬وتجد‭ ‬صداها‭ ‬السيئ‭ ‬على‭ ‬اقتصادها‭ ‬ودورها‭ ‬كشرطي‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدولي‭.‬

‭ ‬الدكتور‭ ‬المنجي‭ ‬الكعبي‭ ‬

أولا‭ ‬الأسف‭ ‬والتعافي‭ ‬لما‭ ‬وقع‭ ‬للرئيس دونالد ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬الاغتيال‭ ‬الفاشلة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬بعض‭ ‬القناصة‭ ‬لأسباب‭ ‬ربما‭ ‬تكشف‭ ‬عنها‭ ‬الأبحاث‭ ‬لأن‭ ‬الشخص‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بالفعلة‭ ‬تم‭ ‬قتله‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬‏كطمس‭ ‬لأهم‭ ‬معالم‭ ‬الجريمة‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬لقاتل‭ ‬كيندي‭ ‬قبل‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭.‬

وكلّ‭ ‬قتل‭ ‬لأي‭ ‬نفس‭ ‬بغير‭ ‬حق‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مدان‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬شرعا‭ ‬وإنسانية‭ ‬والسلامة‭ ‬شملته‭ ‬بعينها‭ ‬الإلهية‭ ‬من‭ ‬المكروه‭ ‬ليرفع‭ ‬قبضته‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬الى‭ ‬السماء‭ ‬إصرارا‭ ‬على‭ ‬المضي‭  ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬بصدده‭ ‬وهو‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات‭ ‬القادمة‭ ‬رغم‭ ‬العوائق‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬المنافسات‭ ‬السياسية‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الحزب‭ ‬المقابل‭.‬

الحادث‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬مؤسف‭ ‬ومدان‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬استخلاص‭ ‬العبرة‭ ‬منه‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تأخذها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬كقوة‭ ‬عظمى‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬الفيتو‭ ‬إلا‭ ‬وتجد‭ ‬صداها‭ ‬السيئ‭ ‬على‭ ‬اقتصادها‭ ‬ودورها‭ ‬كشرطي‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدولي‭.‬

وأصبح‭ ‬الكل‭ ‬شرقا‭ ‬وغربا‭ ‬بين‭ ‬حلفاء‭ ‬ومنافسين‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬لا‭ ‬توصف‭ ‬بسبب‭ ‬مواقفها‭ ‬غير‭ ‬المتوازنة‭ ‬أو‭ ‬المنحازة‭ ‬كالمناخ‭ ‬ومنظمة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬و‭ ‬‏حربها‭ ‬لطالبان‭ ‬والعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬والنووي‭ ‬الإيراني‭ ‬وتضييقها‭ ‬على‭ ‬سلاح‭ ‬الطيران‭ ‬التركي‭ ‬وأخيرا‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وغزة‭ ‬بتشجيع‭ ‬حلفائها‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬نقضا‭ ‬للعقود‭ ‬والمعاهدات‭ ‬لضمان‭ ‬الحقوق‭ ‬المستوجبة‭ ‬بحكم‭ ‬الشرعية‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭.‬

فكل‭ ‬حادثة‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬إصابات‭ ‬قاتلة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬أو‭ ‬للنفوذ‭ ‬الأمريكي‭ ‬‏لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬أو‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬ناقم‭ ‬يتجسم‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬أو‭ ‬قناص‭ ‬ينفذ‭ ‬لمخطط‭ ‬انقلابي‭ ‬لتفريج‭ ‬كرب‭ ‬العالم‭ ‬مما‭ ‬في‭ ‬ظاهره‭ ‬سياسة‭ ‬أمريكية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وهي‭ ‬بالمحصّلة‭ ‬دماء‭ ‬طاهرة‭ ‬تسال‭ ‬وأرواح‭ ‬بريئة‭ ‬تزهق‭ ‬بطائراتها‭ ‬وسلاحها‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬إلا‭ ‬مندوبتها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ترفع‭ ‬يدها‭ ‬لنقض‭ ‬كل‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والإرادة‭ ‬العامة‭ ‬المعبر‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬لفائدة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭.‬

حتي و إن كان ترامب من عتاة المناصرين للدولة اليهودية فإننا فلا‭ ‬نستغرب‭ ‬أن‭ ‬يشتبه‭ ‬‏بإسرائيل‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬الاغتيال‭ ‬كما‭ ‬اشتبه‭ ‬قديما‭ ‬في‭ ‬زعماء‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬اللورد‭ ‬برنادوت‭ ‬للَيّه‭ ‬العصا‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬غداة‭ ‬قرار‭ ‬التقسيم‭ ‬الأممي‭ ‬في‭ ‬‮84‬‭ ‬لأن‭ ‬أمريكا‭ ‬ضاقت‭ ‬الآن‭ ‬بمواصلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المدة‭ ‬المقدرة‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬وخلافها‭ ‬معها‭ ‬بخصوص‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬وتحرير‭ ‬القدس‭ ‬أصبح‭ ‬بعد‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬مطلبا‭ ‬أساسيا‭ ‬للمقاومة‭ ‬حماس‭ ‬وفي‭ ‬الضمير‭ ‬تراجع‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭  ‬إليها‭ ‬بعنوان‭ ‬عاصمتها‭ ‬لإسرائيل‭.‬

فلمَ‭ ‬لا‭ ‬تُتلمس‭ ‬وراء‭ ‬القاتل‭ ‬يد‭ ‬صهيونية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أغراض‭ ‬حكومة‭ ‬المتطرف‭ ‬نتنياهو،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬وجر‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إليه؟‭ ‬وتتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بنفس‭ ‬السهولة‭ ‬التي‭ ‬اتهمت‭ ‬بها‭ ‬عدة‭ ‬أنظمة‭ ‬عربية‭ ‬وإسلامية‭ ‬بأحداث‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭. ‬

نائب سابق و باحث جامعي.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.