بمناسبة ذكرى ميلاد المجاهد الأكبر، الحبيب بورقيبة رحمه الله، الذي ولد بالمنستير في 3 أوت 1903 و توفي فيها في 6 أفريل 2000، نذكر بكل إجلال واحترام الرجل الذي لن يكرّس حياته خدمة للوطن فحسب بل حول تونس وشعبها أيضًا إلى نموذج للحداثة والتقدم. وتميزت أعماله السياسية بالكثير من الإنجازات البارزة التي أثرت بشكل عميق في تاريخنا المعاصر.
خميس الغربي
1. حرب التحرير و الاستقلال
كان الزعيم حبيب بورقيبة أحد أبرز مهندسي حركة الاستقلال التونسية والشمال إفريقية بتأسيسه الحزب الدستوري الجديد في عام 1934، وقام بتعبئة الجماهير للمطالبة بالاستقلال والحرية من الاستعمار الفرنسي. وقد ساهمت عزيمته الثابتة وكاريزميته الفريدة وشخصية القوية في نوعية النضال من أجل التحرر الوطني.
2. الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية
بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية في عام 1957، شرع بورقيبة على الفور في تنفيذ إصلاحات جريئة وضعت أسس تونس الحديثة. فقد كان يؤمن بقوة بالتعليم كأداة للتنمية، وعمل على تحسين الوصول إلى التعليم للجميع، وتعزيز الصحة العامة. وتجسد التزامه بالمساواة بين الجنسين، لاسيما من خلال مجلة الأحوال الشخصية عام 1956، التي قفزت بوضع المرأة التونسية ومنحتها حقوقًا أساسية وسمحت لها بالمشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
3. الحداثة والتنمية
تحت قيادته، شهدت تونس تحولًا غير مسبوق. فقد بدأ بورقيبة في تحقيق برامج تنموية عملت على تحديث بلدنا. وساهمت الاستثمارات الضخمة في ميادين البنية التحتية، والزراعة، والسياحة في تحقيق نمو كبير. كما جعل التعليم محورًا لهذه الحداثة، معبرًا عن قناعته بأن المعرفة هي مفتاح المستقبل.
4. السياسة الخارجية
على الصعيد الدولي، سعى بورقيبة إلى جعل تونس دولة معتدلة في العالم العربي. و سمحت سياسته في عدم الانحياز لبلدنا بالحفاظ على علاقات قوية مع الغرب مع المحافظة على سيادتنا وهويتنا العربية والإسلامية. و نجح في تجسيد توازن دقيق، داعيًا إلى السلام والتعاون مع البقاء ثابتًا في تطلعات شعبنا.
5. تحرير الطاقات :
في الثلاثينيات والأربعينيات، كانت تونس وشعبها تعيش في وضع مشابه للعديد من الدول الأخرى في المنطقة. ومع ذلك، تحت قيادة بورقيبة، شهدت البلاد تحولًا فكريًا غير مسبوق. وهذه الديناميكية دفعت الشعب التونسي بأكمله إلى أن يصبح رائدًا في إفريقيا والعالم العربي في الحداثة والتطور الفكري. فيمكننا أن نفخر اليوم وغدا بأن نخبنا تميزت ليس فقط في تونس، ولكن أيضًا على الساحة العالمية، بتواجدها بامتياز في قطاعات متقدمة، تمتد من التكنولوجيا إلى اكتشاف الفضاء، مع وجود علمائنا التونسيين في شركات عملاقة مثل الناسا، وآبل، وجوجل وغيرها.
6. إرث استثنائي
كل ما نحن عليه اليوم وما أنجزناه، يعود إلى رؤية وبسالة وتضحيات الزعيم بورقيبة ورفاقه. وعليه ففي ذكرى ميلاده هذه، نحتفل بهذا الإرث الاستثنائي ونجدد التزامنا بمواصلة عمله من أجل مستقبل مشرق لتونسنا العزيزة. ليبقى اسمه منقوشا إلى الأبد في قلوبنا وفي تاريخ أمتنا.
كاتب و مترجم.