صدور كتاب “استئناف الدولة في تونس و مشكلة المشروعية” للد.أنس الطريقي

صدر عن دار النشر مؤمنون بلا حدود كتاب للأستاذ الجامعي د. أنس الطريقي بعنوان “استئناف الدولة في تونس و مشكلة المشروعية”، وفق ما أعلنت عنه د. ميادة الكيالي التي دونت بالمناسبة ما يلي على صفحات الفيسبوك:

“يسعدني أن أعلن عن صدور كتاب الصديق العزيز د. أنس الطريقي بعنوان
“استئناف الدولة في تونس ومشكلة المشروعية”.. عن مؤمنون بلا حدود
ونعدكم بلقاء حواري حوله ضمن سلسلة اللقاءات الحوارية في الأشهر القادمة قبل نهاية العام..
مبروك للدكتور أنس وكل التوفيق …”.
و تضيف ميادة الكيالي ما يلي
“في هذا الكتاب تفكيرٌ في كيفيّة استئناف الدولة في تونس، بعد المنعطف المسمّي بالربيع العربيّ. ليس هذا المنعطف في هذا التفكير إلّا تعبيراً عن نهاية الصلاحيّة الكليّة لمنوال دولة الشرعيّة، دولة الحقّ المتحوّلة إلى دولة قانونيّة. تكمن مشكلة الدولة القانونيّة في كونها تربط الطاعة الطوعيّة للسلطة بوهم مطابقة القانون موضوعيّاً للإرادات الحرّة وتمثيلها؛ إلاّ أنها واردة من معين أبعد إبستمولوجيّ ينبني على اختزال لهويّة الإنسان ووجوده، هو المنوال الديكارتيّ.
ومن هذا المنوال الذي ما عاد يحظى بكلّ الصلاحيّة، فإنّ هذا الكتاب يستثمر كلّ النقلة المعرفيّة المنقلبة على نظريّة المعرفة والوجود الديكارتيّة. وتحت عنوان العودة من برادايم الشرعيّة إلى برادايم المشروعيّة في المستوى السياسيّ، هو يستعيد، كالتذكير، كلّ ما أهدرته الحداثة معرفيّاً في اختزاليّتها العقلانيّة العلمويّة للوجود الإنسانيّ. وإذا كانت الهرمينوطيقا تمثّل عنوان هذه الاستعادة، فذلك لأنّها تشكّل فلسفة للمعرفة والوجود الإنساني تستجمع كلّ تراث نقض الحداثة في برادايم بديل عن “الطريقة” التي كرّسها ديكارت فلسفة كليّة للحداثة.
بالهرمينوطيقا فلسفة جديدة للإنسان ووجوده، يقرّر هذا الكتاب أنّ استئناف الدولة في تونس، وفي المستوى الكوني، يكون بتصحيح أساسيّ لدولة الحقّ، يخلّصها من تبعات الترييض المعرفيّ الديكارتي للوجود الإنسانيّ، ويستعيد ثراء الكينونة الإنسانيّة، من خلف اختزاليّته الحديثة إلى مجرّد كائن.
ولئن كان هذا الكتاب، بمقتضى محليّته، يعيّن الموقف الإصلاحيّ التونسيّ ممثّلاً للموقف الهرمينوطيقي المطلوب، موقفاً وجوديّاً به تتحقّق دولة المشروعيّة، فإنّه ينظر إلى مشكلة الدولة في الفضاء الواسع للكونيّة. ومن ههنا، فإنّه بقدر ما يربط حلّ مشكلة الدولة في تونس باستعادة حدوسها الإصلاحيّة، فإنّه إذ يربط مشكلتها السياسيّة، بالمشكلة المعرفيّة الإنسانيّة، ينفتح من ضيق الخصوصيّة على الأفق الواسع للكونيّة. فلا يصلح حلّه حلّ المشروعيّة للدولة في تونس، إلّا لأنّه حلّ للدولة في المستوى الكوني. ولا يصلح حلّه للدولة مطلقاً، إلّا لأنّه نابع من حلّ المشكلة المعرفيّة، مشكلة نظريّة الإنسان ووجوده”.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.