في التدوينة التالية التي نشرتها اليوم السبت على حسابها الخاص بالفايسبوك، عبرت الأستاذة راضية الجربي رئيسة الاتحاد النسائي عن رأيها في المسرحية الحدث “بوابة 52” من اخراج دليلة مفتاحي، الممثلة الأيقونة بتونس:
“شاهدت البارحة مسرحية بوابة 52 لدليلة مفتاحي
مسرحية تنفض الغبار على المناضلات و المجاهدات و الفلاقة التونسيات اللاتي شاركن في معركة التحرير و خاصة ثورة 52
المفارقة أن أغلب الاسماء هن بنات الاتحاد الوطني المرأة التونسية بُناة الوطن
المسرحية نفضت الغبار على التونسيات ، ربما دون ان يكون لكاتب نصها نية في نفض الغبار على تاريخ منظمتهن ، منظمة أسستها نساء لا يقل عطاؤهن و جهادهن و شجاعتهن عن غريهن من التونسيين و مؤسسي باقي المنظمات الوطنية
المفارقة ايضا أن الدعوة بضرورة و وجوبية تصحيح تاريخنا و ذلك بعدم طمس بعض الحقائق او تجاهل بعض الوقائع التاريخية او بحجب بعض الاسماء و الشخصيات البطولية و خاصة النسائية منها، المنحدرة من شتى الفئات الاجتماعية أو العائلات الفكرية و الايديولوجية ، يتزامن مع الدعوة إلى نفض الغبار على المنظمة النسائية لأننا فعلا و بالبند العريض ملاكة في هذا الوطن،
سال دم بناتها و سجنت قادتها و اعتقلت قواعدها كما قادت جل مسيّراتها على المستوى الوطني أو الجهوي المسيرات و المظاهرات و قامت بالعديد من الاعمال البطولية التي أتت على بعضها المسرحية .
الاتحاد النسائي التونسي، L’union des femmes tunisiennes ، الاتحاد النسائي القومي التونسي ثم الاتحاد الوطني للمرأة التونسية تعددت التسميات و المنظمة واحدة.
بعد التثبت و التأكد من الارشيف الوطني، ليس هنالك اتحاد النساء المسلمات و إنما تمت ترجمة ل union des femmes tunisiennes على تلك الشاكلة في ظل وضع خاص اتسم بالاحتلال و طمس هوية الأجسام الوطنية
المسرحية تدفعنا لمراجعة تاريخنا، لمراجعة تقييمنا للأمور ، لمراجعة مواقفنا من التونسيات المعاصرات و غيرهن لأن تونس لم تلد إلا عليسة و الكاهنة و أروى القيروانية و السيدة المنوبية و عزيزة عثمانة … و إنما أبطال اخريات لا يقل نضالهن عن غيرهن من الايقونات
النساء المجاهدات جدتي و جدتك و امي و امك و اختي و اختك و خالتي و خالتك و عمتي و عمتك و جارتنا و حبيبتنا … نساء لا يجب أن ننساهم
حتى هُما حقهم في رقبتنا”.