متابعة : بشير حسني
صور : الصفحة الرسمية لمهرجان سوسة الدولي
في سهرة 10اوت 2024 اهتدى مهرجان سوسة الدولي الى عرض فرجوي متكامل جلب اهتمام المتابعين للشأن الثقافي في تونس منذ خروجه للجمهور سنة 2022 على ركح مهرجان الحمامات الدولي و على ركح قرطاج سنة 2023…..سهر جمهور مسرح سيدي الظاهر مع عرض الربوخ لحاتم اللجمي من انتاج مسرح الاوبيرا بمدينة الثقافة ،حاتم اللجمي الاستاذ الجامعي والباحث في التراث الموسيقي الشعبي في مركز الموسيقى العربية و المتوسطية ،النجمة الزهراء، بدأ الاشتغال على عرض الربوخ منذ 2015 وكانت باكورة أعماله ثمانية ”نوب” بصوت الفنان الراحل عبد الرزاق قليو، وهي تمثّل نواة عرض ربوخ وقع اصدارها في كتاب مرفوق بتسجيلات صوتية.وأضيف إلى العرض 10″ نوب” تمّ تسجيلها بصوت الهادي دنيا .
«ربوخ» عرض موسيقي يحتفي برصيد “النوب” لنمط المزود والتي تقدم بأصوات عازفي الايقاع (الدربوكة و البندير ) بمرافقة الالة الاساسية في الربوخ (الة المزود) وهذه الوصلة تعرف عند “المزاودية ” بالفتوحات اي ما يستفتح به الربوخ حيث يتغنى بأولياء الله الصالحين من امثال نوبة علية الحطاب،نوبة سيدي سالم،نوبة المنوبية ،نوبة الأقطاب في مدح “رجال تونس بالجملة” ونوبة راكب الحمراء…افتتح الربوخ الفنان عطيل معاوية بالصلاة على النبي عزفا على الكمنجة و غناء بصوته معلنا بداية السهرة بعد دعوته هو بقية الفرقة في مشهد مسرحي قدمه الفنان الكبير جمال مداني.
حافظ حاتم اللجمي على خصوصية الربوخ حيث كان لالة المزود الحضور الطاغي اضافة الى الاصوات التي ادت هذه النوب حيث نجد محمود الحبيب و هشام بن عمر و فراس القلسي وهم من المتمكنين من هذا النمط ولفتوا انتباه الجمهور لعذوبة الصوت و الحضور الركحي حيث لعب الفنان المسرحي الكبير جمال المداني دور “المحرك” او منشط “الربخة”وهي شخصية فاعلة في كل ربوخ تقليدي و يذكر ان اشهر من قام بهذا في ربوخات تونس العاصمة خاصة الفنان المنولوجيست حمادي الطرهوني.
لا خوف على الربوخ
هكذا علق حاتم اللجمي عن سؤال حول ادخال الالات الغربية على “الربايخية ” فكل له مجاله دون المس من روح الربوخ وخاصة الة المزود و الالات الايقاعية التقليدية التونسية،لعبة الالات هذه كانت خاصة بن الة المزود و كمنجة عطيل معاوي حيث رافق الربايخية دون ان يسلبهم خصوصيتهم….بتقنيات حديثة على مستوى الاضاء بمزج بين الالات التقليدية (الدربوكة ،البندير و المزود سيد العرض و روحه) و الكلافيي والكمنجة والقيتار باص والدرامز، تماهت الالات و اصوات الربايخية و في الخلفية اصوات النساء اللاتي كن في الربوخات التقليدية في غرفهن من وراء الشبابيك يتابعن السهرة و يرقصن و يرسلن الزغاريد ….ربوخ حاتم اللجمي من اروقة البحث الاكاديمي الى المسارح فصل من فصول الموروث الشعبي التونسي بمختلف انماطه ينتظر من يعيد وعي الشعب الى جذوره والشباب الى هويته..