مرسيليا، 3 شارع فنسن سكوتو في حي بلزانس النابض بالحياة، عنوان جديد يلفت الأنظار: المكتبة الدولية الكبرى. هي أكثر من مجرد مكتبة مقهى، بل هي مكان استثنائي يدعو زواره إلى رحلة أدبية وتذوقية دون مغادرة المدينة.
جمال قتالة
افتتحت صوفي، المديرة والمكتبية، أبواب هذا المكان في أفريل الماضي، محققة حلمًا مستوحى من والدتها. صوفي، التي تنحدر من أصول إيطالية، عاشقة للكتب وسافرت حول العالم، حيث اكتسبت خبرات مهنية بلغات عدة قبل أن تستقر في مرسيليا. من خلال المكتبة الدولية الكبرى، ترغب في تقديم مكان للمرسيليين حيث تمتزج الأدب بالود والاكتشاف الثقافي.
“رحلة بأربع لغات”
تمتلئ رفوف هذه المكتبة متعددة اللغات بالكنوز الأدبية باللغات العربية، الإيطالية، الإسبانية، والإنجليزية. سواء كنت من عشاق الروايات، الشعر، الروايات المصورة، أو المقالات حول مواضيع متنوعة، ستجد هنا ما يرضي فضولك. كما أولت صوفي اهتمامًا خاصًا بأقسام الأطفال والمراهقين، وأعطت اهتمامًا خاصًا لمواضيع النسوية ومجتمع LGBTQIA+.
“أجواء دافئة وأطعمة شهية”
في المكتبة الدولية الكبرى، لا تقتصر التجربة على القراءة. فقد حرصت صوفي على تصميم المكان ليكون مساحة مرحبة يشعر فيها الجميع كأنهم في منازلهم. تتزين الجدران بألوان زاهية، وتوفر الأرائك المريحة والأضواء الدافئة جوًا مريحًا وجذابًا.
لمرافقة قراءتك، يقدم مقهى المكتبة قائمة لذيذة تشمل القهوة الإيطالية، الشاي الإنجليزي، الماتي الأرجنتيني، وعصير البيساب. أما بالنسبة للحلويات، فتجد الكعكات (السكونز)، التفاح، والكعك السنغالي ضمن القائمة. أيام الأربعاء، السبت، والأحد، يُدعى الزوار للاستمتاع بتجربة الشاي الإنجليزي التقليدي، في إشارة إلى إحدى التأثيرات الثقافية العديدة في المكان.
“مكان متحرك ومتطور”
على الرغم من أن المكتبة الدولية الكبرى لا تزال قيد الإنشاء، فإن صوفي تخطط لتحويلها إلى مركز ثقافي حقيقي. في الأشهر القادمة، تأمل في تنظيم فعاليات حول اللغة والأدب، مثل لقاءات مع الكتّاب، توقيعات الكتب، نوادي الكتاب، ورش الكتابة، وحتى معارض وجلسات العمل المشترك. من الممكن أيضًا أن تُضاف دورات تعليم اللغة والأنشطة الفنية إلى برنامج الفعاليات، مما يزيد من ثراء العرض الثقافي لهذا المكان الفريد.
“معلومات عملية”
تفتح المكتبة الدولية الكبرى أبوابها من الثلاثاء إلى الأحد، من الساعة 10:00 صباحًا حتى 19:00 مساءً. الأسعار معقولة، حيث يبلغ سعر القهوة أو الشراب 1.50 يورو، والشاي الإنجليزي مع السكونز 10 يورو. كما تقدم صوفي خدمة طلب الكتب بلغات أجنبية للكتب التي يصعب العثور عليها.
في المكتبة الدولية الكبرى، القراءة تعني السفر. يوفر هذا المكان الجديد في مرسيليا لمحبي الأدب والرفقة الجيدة مكانًا دافئًا ومنفتحًا على العالم، حيث يكون كل كتاب بوابة إلى مغامرة جديدة. إنه مكان يستحق الزيارة لكل من يحب القراءة، والتبادل الثقافي، والانغماس في التنوع الثقافي.
