صدرت بفرنسا الترجمة الفرنسية لرواية “نازلة دار الأكابر” للكاتبة التونسية أميرة غنيم. هذا العمل الأدبي الذي ترجتمه سعاد لبزيز ونشرته دار فيليب ري يعتبر ملحمة عائلية تمتد على مدى أكثر من نصف قرن من تاريخ تونس.
تدور أحداث الرواية في تونس عام 1935، وهي فترة مضطربة سياسيًا واجتماعيًا، وتتمحور القصة حول تشابك مصائر عائلتين من الطبقة البرجوازية: عائلة النيفر، المعروفة بمحافظتها، وعائلة الرصاع، التي تتميز بتوجهها الليبرالي التقدمي.
القصة تبدأ بليلة شتوية تتفجر فيها الشكوك حول زبيدة الرصاع، الزوجة الشابة لمحسن النيفر، وعلاقتها المثيرة للجدل بالطاهر الحداد، المثقف المشهور بدفاعه عن حقوق النساء. هذه الشكوك تؤدي إلى كشف أسرار عائلية مدفونة منذ زمن طويل، ما يعمق من تعقيد العلاقات بين الشخصيات.
تستكشف الرواية من خلال تعدد وجهات النظر المختلفة تأثير تلك الليلة على حياة الأفراد والعائلات على مدار عقود. كما تقدم الرواية سردًا لتطورات تاريخية حاسمة في تونس، بدءًا من النضال من أجل الاستقلال الوطني وصولًا إلى ثورة 2011، مما يمنح القارئ صورة شاملة ومعقدة للمجتمع التونسي خلال فترة مهمة من تاريخه الحديث.
الأسلوب السردي السلس والحبكة المحكمة يجعلان الرواية تجمع بين عناصر التشويق والإثارة، بينما تقدم في نفس الوقت تحليلًا عميقًا لقضايا حقوق المرأة والصراعات السياسية، مما يجعل هذا العمل الأدبي قادرًا على التأثير والإلهام بشكل خاص.
جمال قتالة