التاريخ يشهد على أهمية فرع السباحة في النادي الإفريقي، الذي حقق بطولة تونس 16 مرة، منها 10 بطولات متتالية من 2006 إلى 2015، وأنتج أبطالًا مثل فرج بن مسعود وفاتن غطاس، الذين مثلوا تونس في العديد من المحافل الدولية. لكن هذا الفرع ما يزال يواجه العديد من المشاكل الإدارية والتنظيمية، ويعاني من غياب قيادة فعالة.
محمد خليل سـاكـيس
يعدّ تاريخ فرع السباحة في النادي الإفريقي مليئًا بالإنجازات العظيمة منذ تأسيسه عام 1946 على يد المرحوم التيجاني الفلاح. هذا الفرع لم يتوقف عن حصد البطولات والميداليات والألقاب، مما يجعله فخرًا لناديه الأم وجماهيره.
ومع ذلك، يعاني هذا الفرع من تهميش وتجاهل صارخ من قبل إدارات النادي المتعاقبة، حيث يواجه العديد من المشاكل الإدارية والتنظيمية، ويعاني من غياب قيادة فعالة.
تولى السيد مهدي الغربي إدارة الفرع بصفة شكلية حتى 30 جوان 2021، ومنذ ذلك الحين ظل الفرع بدون رئيس حتى يومنا هذا، مما زاد من تعقيد الوضع.
علاوة على ذلك، يفتقر الفرع إلى الدعم المالي والمعنوي. أولياء السباحين يتحملون وحدهم عبء شراء الملابس الخاصة بالتدريب، ولا تُصرف مكافآت للسباحين، حتى الذين صعدوا منصة التتويج لم يُكافَؤوا بأي شيء نظير مجهوداتهم، كما يغيب التشجيع من إدارة النادي حيث لم يحضر على سبيل المثال أي مسؤول بالهيئة المديرة للنادي في البطولة الوطنية الصيفية التي جرت في أواخر شهر جويلية الماضي، وهو ما اعتاد عليه السباحون في كل بطولة.
إن التركيز على فروع أخرى مثل كرة القدم وكرة السلة على حساب فرع السباحة يؤثر سلبًا على الروح المعنوية للسباحين. هؤلاء الرياضيون المخلصون لناديهم لم يتقاعسوا يومًا عن تحقيق الألقاب، لكنهم يشعرون بالتهميش. ورغم المعاناة، يواصل الفرع تحقيق الإنجازات: ففي البطولة العربية الثانية للألعاب المائية التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة في جانفي الماضي، حقق ثلاثة من أفضل سباحي النادي الإفريقي (آمنة بن حسونة، فارس السالمي، وإسراء عوام) 13 ميدالية لتونس. ورغم هذا النجاح، لم يحظَ هؤلاء الأبطال بأي تكريم من ناديهم، الذي جلبوا باسمه وباسم تونس الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
التاريخ يشهد على أهمية فرع السباحة، الذي حقق بطولة تونس 16 مرة، منها 10 بطولات متتالية من 2006 إلى 2015، وأنتج أبطالًا مثل فرج بن مسعود وفاتن غطاس، الذين مثلوا تونس في العديد من المحافل الدولية. ورغم التهديدات المستمرة بالانهيار خلال فترات رئاسة عبد السلام اليونسي ويوسف العلمي بسبب الأزمة المالية التي عانى منها النادي، ظل الفرع صامدًا بفضل ولاء سباحيه وحبهم لناديهم، ورفضهم التخلي عنه رغم العروض المغرية من أندية أخرى.
الآن، ومع الانفراجة المالية التي يشهدها النادي، حان الوقت للنهوض بفرع السباحة وتكريم أبطاله، والاعتراف بجميلهم وإسهاماتهم التي قدموها. إن رد الاعتبار لهؤلاء الأبطال هو أقل ما يمكن تقديمه تقديرًا لمجهوداتهم وتفانيهم في خدمة النادي الإفريقي وخدمة رياضة السباحة بشكل عام.
ناشط في الشأن الرياضي.
المصادر:
https://clubafricain.com/belle-moisson-de-nos-nageurs-avec-lequipe-nationale/
https://www.facebook.com/clubafricain.com.tn/posts/pfbid057NypmshMSgX95qHRZb1Qr132QFLfT7jqA2UcCfy134ANphu73PZ45x1TaWpUSfkl
https://www.facebook.com/clubafricain.com.tn/posts/pfbid0LLnDL9vewHEN9dkRMaWdgvMMr6GP5dgn31Zoz9rpPBLMYVVd48dLA4MGsNiW5b4ql