تداول رواد صفحات الفايسبوك مساء اليوم خبر إيقاف الصافي سعيد من الدرك الجزائري. و إلى حد الساعة لا حديث رسمي عن الموضوع. النائب السابق في البرلمان المنحل المبروك كورشد المقيم حاليا خارج حدود الوطن، تفاعل مع الخبر و نشر التعليق التالي على صفحات التواصل الإجتماعي:
الصافى سعيد ،”العالم أرحب”.
عندما زرت بيروت لأول مرة سنة1996 ،مررت بمكتبة “انطوان” الشهيرة بشارع الحمراء و سألت حافظها ان كان لديه منشورات لتونسين ،اجاب وبسرعة تونس لا نعرف لها الاكاتبا وحيدا “الصافى سعيد” ،لدينا كتابه” حمى 42 ” وكان ذلك اول كتاب اقتنيه له ومن بعده ومن نفس المكان فى نهاية القرن الماضى اقتنيت كتابه بورقيبة” سيرة شبه محرمة “.
لم انقطع عن القراءة له الى كتابه الاخير الذي أهداني النسخته الاولى منه فى شهر فيفري الفارط قبل مغادرتي تونس بأيام، ” جيبولتيك التقدم مقدمة اخري لمستقبل المغرب الكبير “
وقبلها أهداني كتابة ” جمهورية الخطر الداهم ” واسماها “[الديموفوبيا “.
الصافى سعيد سواء اتفقت معه أو اختلفت ،مثقف عضوى ،مبحر جيد فى اللغة الأنيقة والقصة الممتعة والسرد الذي قل نظيره .
لم تجد تونس بمثله الا نادرا .
اليوم عندما علمت بانه قدم نفسه للدرك الجزائرى فارا من تونس على طريقة “احمد بن صالح “و”محمد مزالي “تأكدت مرة اخري ان القطيعة واقعة بصفة نهائية بين المنظومة الجائرة والمثقف المتمرد .
الصافى سعيد القلم الجارح واللسان البليغ والنرفزة “اللبنانية القفصية” رفض الظلم المسلط عليه منذ مدة، وكنت حضرت معه بعض القضايا التي استدعي اليها عندما كنت فى تونس .وهي كلها ملفات تنكيل . كغيره من السياسين .
اليوم قرر ان يغادر الى الجزائر ،التى كان غادر اليها شابا يافعا ليلتحق “بابراهيم طوبال” و”العفيف الأخضر”. يعود اليها اليوم متسللا من جور بلاده الى نعيم حرية اخرى يعتقد للاسف انها ارحم به من اهله ووطنه .
صديقى الذى خالفتك كثيرا، واحبتك كثيرا ،العالم أرحب كما قال المختار اللغماني صديقك الشاعر المتمرد فى قصيدته حفريات فى جسد عربي .
لست الأول وارجو ان تكون لاخير”..