في التدوينة التالية يتساءل الكاتب عمن يقف وراء حملات التنمر الألكتروني ضد تونس و شعبها التي يطلقها عدد من الشباب الجزائريين عبر محامل التواصل الاجتماعي في رغبة واضحة للإساءة و التحقير و التشفي ناسين تضحيات تونس و التونسيين من أجل استقلال بلادهم.
عامر بوعزة
ألا يوجد في الجزائر عقلاء يمكنهم أن يوقفوا هذا التنمّر الالكتروني الذي يمارسه باستمرار بعض الصبيان على المحامل الالكترونية ضد تونس؟ ألا يوجد من يمكنه أن يذكر هؤلاء المهووسين بالتاريخ المشترك بين الشعبين الشقيقين، ولماذا لا توظف وسائل الإعلام الجزائرية ما لها من سلطة (إن كانت لها سلطة حقا) على هذا الجيل المنفلت الذي سيقضي بهذا العبث على كل مشاعر التضامن بين شعبين لطالما اعتبرا أنهما شعب واحد في دولتين؟!.
لماذا هذه الرغبة المحمومة في الإساءة إلى تونس وتحقير شأنها والتقليل من قيمتها وتوهم أنها يمكن أن تكون مجرد ولاية جزائرية؟ بينما التاريخ العظيم لكلا الشعبين والدولتين يفند هذه التخرصات التي يطلقها بعض الجهلة وسرعان ما يصدقونها!
لماذا يعمل “الفرارات” في الجزائر بكل جهد من أجل إذلال التونسيين وإهانتهم؟ ولماذا هذه المقارنات التي لا تجوز بين فقرنا وغناهم! بين غبائنا وحسن تدبيرهم! فإذا ما كانوا مغرمين بالمقارنة لماذا لا يقارنون دولتهم بالإمارات أو قطر وهم يجلسون على نفس الطاولة في منظمة الدول المصدرة للنفط! أم أن حدود ثقافتهم تتوقف عند المقارنة بين قطارين واقفين في محطة برشلونة!!