احتفل سلك الحرس الوطني أمس، الجمعة 6 سبتمبر 1956ٍ، بالذكرى 68 لانبعاثه، وأغتنم هي الفرصة لتوجيه تحية وفاء وعرفان بالجميل لشهداء وزعماء ورجال مرحلة التأسيس ولحاملي لواء السلك اليوم. (الصورة : الحرس البحري).
العقيد محسن بن عيسى
وُلد الحرس الوطني من رحم المقاومة وكان مؤسّسوه من الفلاّقه ومن مناضلي الشبيبة الدستورية والكشافة على وجه الخصوص. كان طابع السلك شبه عسكري ومسؤولياته بالمناطق الريفية، وكانت قنوات التواصل بينه والكشافة والشبيبة مفتوحة وذات أولوية. لقد اعتبر هذا الخيار شكلا من أشكال الحصانة للمجتمع والدولة.
خاض آباء السلك تجربة التأسيس بإمكانيات متواضعة وفي ظروف صعبة، ونجحوا رغم ذلك في هيكلته وإدارته. لقد كانت قيمة المؤسّسات وهياكل الدولة من قيمة من يتولّى شأنها في ذلك التاريخ، وكذلك من قيمة النصوص التي تَحكُمها.
أولى الشهادات التي وثقها السلك ما جاء في خطاب المرحوم الزعيم الحبيب بورقيبة في 14-10-1956 : “…آن لنا أن نقول أن حرسنا الوطني اليوم يفوق من حيث الرشاقة والنظام والتربية والأخلاق والكفاءة في أداء وظيفته ما عليه حرس الكثير من الدول الأخرى التي استقلّت قبلنا بعشرات السنين”.
لا شك أن النجاحات التي يحقّقها رجال الحرس الوطني اليوم على الميدان لمجابهة الارهاب والفساد والجريمة هي في جوهرها تلبية طبيعية لنداء الواجب، وهي كذلك تكريس لقيم تمّ تأسيسها من طرف القدامى. لقد ترك المؤسسون الكثير من التقاليد الأمنية التي يحق لنا أن نفخر بها ونحافظ عليها ونطورها لتبقى ذخرا للسلك وللأجيال القادمة.
تفرض تحديات المرحلة الحالية على مستوى الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية مواصلة بناء السلك بنهج وطني يعود بالنفع على المواطن والمجتمع والدولة.
ضابط متقاعد من سلك الحرس الوطني.