تونس : السياسة الإعلامية لوزارة التربية تحت المجهر

أعلنت وزارة التربية في بلاغ لها بتاريخ 6 سبتمبر 2024 على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل عن إعادة فتح الصفحة الرسمية على الفايسبوك والتي تمّ غلقها منذ ما يزيد عن أربعة أشهر بقرار من وزيرة التربية السابقة السيدة سلوى العباسي (الصورة مرفقة). وقد تعللت الوزارة بما أسمته “أعمال صيانة” كسبب لإغلاق الصفحة طيلة هذه الفترة. و لكن ما هي الحقيقة ؟

جمال سكراني

وحيث أنّ صفحات الفايسبوك ليست كمواقع الواب الخاصة وتعود ملكيتها إلى شركة Meta ولا تملك وزارة التربية صلاحية الولوج إلى برمجياتها وقواعد بياناتها فنحن نتساءل إن كان مارك زوكربيرغ قد مكن وزارة التربية من التراخيص اللازمة للقيام بأعمال صيانة وفيما تمثلت هذه الأعمال تحديدا؟

حين يقوم أندرو تايت أو لايدي سمارا أو حمدي العوق على سبيل المثال بحذف منشور أو صورة أو فيديو فهذا لا يعتبر بعمليّة صيانة وإنما هو تحيين لحساب خاصّ قد تعود أسبابه إلى الإحساس بالندم من نشر صورة أو فيديو أو مقال قد يسبب لهم الإحراج. وإن كانت الوزارة قد حذفت ما حذفت لهذا السبب فيمكننا القول أنه كان عليها حذف عدد أكبر بكثير من ذلك.

حذف ما يزيد عن الثلاث سنوات من تاريخ الوزارة على المواقع الاجتماعيّة:

عادت الصفحة الرسمية للوزارة بعد حذف أنشطة ممتدة على فترات تتجاوز الثلاث سنوات وعلى رأسها الحفلة التي أقامتها وزيرة التربية ليتم حرمان الأجيال القادمة من مشاهدة احتفال بمناسبة القطع مع عهود القهر والإذلال (الصورة مرفقة). كما قام المشرف على صفحة الوزارة بحذف الإشهار المجاني التي أهدته وزيرة التربية لأحد معارفها وهو الروائي الكويتي غير المعروف أحمد الزمام وروايته “الاستدارة الأخيرة” والتي بلغ سعرها عند الإصدار الأول 26 دولار (الصورة مرفقة). كما شملت ما أسمته الوزارة في بلاغها “عمليات صيانة” حذف قرابة الشهرين من أنشطة الوزارة في الفترة الممتدة من 1 أفريل إلى 25 جوان 2024. كما عمد المشرف على الصفحة إلى حذف أو ربما إخفاء ما يقارب السنة ونصف بكلّ أنشطتها من تاريخ الوزارة على المواقع الاجتماعية في الفترة الممتدة من 3 نوفمبر 2021 إلى 18 مارس 2023. (الصورة مرفقة)

تعود ملكيّة الصفحة الرسمية لوزارة التربية إلى الوزارة وليس إلى أيّ من وزرائها، وكان من الأحرى ومن القانوني والدستوري أن تكشف وزارة التربية بكلّ شفافية عن هوية وصفة المشرفين على الصفحة حتى نتمكن من معرفة من المسؤول عن مثل هذا العبث.

كما يجدر بأصحاب القرار في المرفق التربويّ انتقاء من سيتولى الإشراف على وسيلة التواصل الأولى مع المعنيين بالشأن التربوي وهم أغلبية ساحقة في الشعب التونسي مع التأكّد من أهليّة مداركهم العقليّة ومن طبيعة أنشطتهم بعد منتصف الليل والتي قد تتسبب لهم في الهذيان.

موظف بوزارة التربية.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.