صالح سويسي
في امتداد طبيعي ومنطقي للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء، تأتي النسخة الأولى من المهرجان الدولي للسينما في الصحراء، أو كما قال مديره الفنان حافظ خليفة أنّ “المهرجان هو نتيجة حتمية لنجاح تجربة المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء على امتداد أربع دورات متتالية، وكان عبارة عن قافلة ثقافية متنقلة أشاعت أجواءً من السعادة والفن في كامل ربوع الصحراء”.
وأضاف خليفة “تتويجا لنجاح التجربة انبثق حلم جديد، وهو التفكير في تثمين الصحراء مرة أخرى كوجهة سياحية ثقافية سينمائية إضافة إلى تنشيط السياحة الصحراوية والتعريف بالمناطق الداخلية وجمالها ودعم لامركزية العمل الثقافي وتقريب الفن السابع من المناطق المهمشة.
وبحسب المنظمين، يستلهم المهرجان من الصحراء عددا من الصفات مثل الصبر والإصرار، ويهدف إلى تحويل الصحراء التونسية إلى وجهة سينمائية عالمية.
السينما في قلب الصحراء
ولعلّ تنظيمه في واحة قصر غيلان في عمق الصحراء التونسية يؤكد أن أهداف المنظمين أبعد من مجرد التفكير في تنظيم مهرجان سينمائي يجمع صنّاع السينما وعشاقها، ليتجاوزها ويصبح حدثا ثقافيا فنيا وسياحيا في آن يثمّن الفضاء العام للمهرجان ويقترحه كوجهة مثالية للسياحة الثقافية.
وهنا يؤكد المنظمون أنّ المهرجان يهدف إلى “تثمين فضاء الصحراء كمكان للتصوير السينمائي”.
ويتضمّن البرنامج عروضا وورشات تكوينية وندوات ولقاءات حوارية، فضلا عن تكرم السينمائيين التونسيين والدوليين واستضافة أهم السينمائيين الفاعلين وطنيا ودوليا في الاخراج والتقنيات والتمثيل وحتى في الانتاج، لطرح مشاكل القطاع السينمائي وتوظيف الثراء الطبيعي من خلال كثبان الرمال كشاشات عملاقة لعرض الافلام السينمائية، من ذلك عروض سينمائية لأفلام قصيرة وطويلة وطنية ودولية، وعروض رقمية تجريبية على كثبان الرمال، وعروض سينمائية للأطفال، بالإضافة إلى ورشات تكوينية ميدانية في الاختصاصات السينمائية.
إن فكرة المهرجان الأساسية تتمثل أساسا ليس في تقديم السينما في الصحراء فحسب، بقدر ما هو “تحويلٌ لوجهة العروض السينمائية من الفضاءات المغلقة إلى فضاءات الصحراء الممتدة واتخاذ رمالها ركحا واستغلال الكثبان الرملية الصافية كمدارج مهيأة طبيعيًا للجمهور، وذلك بهدف الإسهام في تنشيط السياحة الثقافية وخلق فضاءات جديدة للعروض وجعل الأهالي يكتشفون مدى ثراء واقعهم ومحيطهم والاعتزاز بمكتسباتهم الطبيعية وأيضا لتكون ولاية قبلي وصحاريها تشع عالميا وباعتبار ان المهرجان قافلة سينمائية متنقلة وخلق فرجة مسرحية بديلة و مزيد الاسهام في التعايش السلمي الاجتماعي و الثقافي بين فئات كل سكان الصحراء بالجنوب التونسي”.
وردة الرمال في انتظار المُتوّجين
ويشارك في هذه الدورة التأسيسية 22 فيلما من 14 دولة وهي تونس، فلسطين، المغرب، العراق، البحرين، لبنان، باكستان، الكاميرون، السويد، بلجيكا، فرنسا، الجزائر، اليمن وإيران.
فيما تتكون لجنة التحكيم من المخرج عبد العزيز الحفظاوي والنافدة السينمائية نايلة الغربي والممثل والمخرج صالح الجدي والمخرج أنيس الأسود والمخرج حمدي الجويني.
ويقدم المهرجان للفائزين جائزة وردة الرمال وهي رمز الصحراء، وتم تخصيص وردة الرمال الذهبية والفضية والبرنزية وكذلك جائزة لجنة التحكيم والتنويه.
في برنامج المهرجان عديد الورشات وهي ورشة السينما والطفل لأنيس لسود وورشة من القصة إلى السيناريو لعبد الحميد بوشناق وورشة الفيلم الوثائق لعبد الله يحي وورشة الممثل امام الكاميرا لسهير بن عمارة وورشة عدسة الصحراء لمروان الطرابلسي وورشة سيني موبايل لحمدي الجويني هذا بالإضافة إلى “الماستار كلاس” واللقاءات مع الممثل معز القديري.
كما أعدّ المنظمون برنامجا موازيا من ذلك الندوة العلمية والسهرات الفنية مثل سهر الفنانة روضة بن عبد الله وسهرة موجات الصحراء وهو عرض رقمي على الصحراء وشريطdrop in space للمجموعة الإيطالية ماريو ولوكا وعرض بالي راقص لشيماء العوني كذلك فرقة الفنون الشعبية بدوز وعرض Dj sahraoui .
شارك رأيك