نظّمت كلية الصيدلة بالمنستير، اليوم السبت، بمقرها، حفل تكريم خريجي « دفعة غزة » وهي الدفعة الأولى من شهادة الدراسات التكميلية في مجال التداوي بالنباتات الطبية وتعدّ 59 متخرجا ومتخرجة، وذلك بحضور سفير فلسطين بتونس وممثلين عن وزارة التعليم العالي والصحة والمجتمع المدني.
وقالت عميدة كلية الصيدلة بالمنستير، شريفة شاوش، إنّ كلية الصيدلة تمثّل منارة علمية بالبلاد، ومؤسسة رائدة في التكوين المتنوع، حيث ما فتئت تواكب أحدث التطوّرات العلمية وكانت سباقة في إدراج التكوين في التدواي بالنباتات الطبية منذ سنة 1988، ثم أطلقت شهادة الدراسات التكميلية للتداوي بالنباتات الطبية لدعم التطور العلمي والصحي بتونس.
وأضافت أنّ كلية الصيدلة تتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات، من ذلك تفعيل المشروع التاريخي لكلية الصيدلة وهو إنشاء حديقة النباتات الطبيّة وهو مشروع جوهري لتطوير التعليم والبحث في مجال النباتات الطبية ويتطلّب إنشاؤه توفير جميع المستلزمات ووسائل الري بما فيها بناء خزان لمياه الأمطار (ماجل) بسعة كبيرة لضمان ديمومة الحديقة، داعية السلطات المشرفة إلى توفير التمويل اللازم لهذا المشروع البيئي والمجتمعي الهامّ.
ودعت أيضا إلى ضرورة دعم وتفعيل الأفكار المبتكرة للباحثين الشبان خاصة في علاقة بالمشاريع الصغرى في مجال التداوي بالنباتات الطبية، إذ تتوفر في كلية الصيدلة بنية تحتية متطورة (مخابر علمية ومنصة تكنولوجية ومخبر تكنولوجي « فابلاب » شعاره « الرقمنة في خدمة المنتجات الصيدلانية)، قادرة في حال استغلالها أن تحوّل الكلية إلى مركز إشعاع وطني وإقليمي داعم لإحداث المشاريع الصغيرة في هذا المجال الواعد.
وثمنت شريفة شاوش المساهمة الكبيرة والفعالة للجمعية التونسية للنباتات الطبية المحدثة منذ 1989 ورئيسها الأستاذ رشيد الشملي في نشر ثقافة التدريس العلمي لهذا الاختصاص الهام.
من جانبه، أشار والي المنستير عيسى موسى إلى الدور الذي تضطلع به كلية الصيدلة في المنستير في تطوير المنظومة الدوائية وتكوين أحسن الكفاءات الوطنية في الاختصاصات الصيدلانية المختلفة.
وأكد المدير العام للتعليم العالي، سمير بشر، أنّ كلية الصيدلة تمثّل مفخرة لتونس ومثالا يحتذي في التفتح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي، وفي بعث مجالات تكوين في عدّة مجالات حيث درست خلال السنة الجامعية 2023-2024 مجوع 12 شهادة تكميلية في مختلف المجالات منها التداوي بالنباتات الطبية، وإنتاج ومراقبة والتصرف في السوائل الطبية، والصيدلة البيطرية، واليقظة الدوائية، وجميعها بعثت استجابة لحاجيات المحيط الجامعي والاستشفائي والاقتصادي، بما يجعل هذه الكلية متفاعلة مع حاجيات الوطن وواعية بدورها في الارتقاء بالكفاءات، ومستوعبة لحجم التحوّلات التي يشهدها المحيط الاقتصادي والاجتماعي.
من جانبه، ذكر مدير عام الصحة، عبد الرزاق بوزويتة، أنّ استغلال النبتات الطبية في تونس يعدّ مكسبا هامّا لا بد من تشجيعه عبر مؤسسات لصنع الأدوية وتشجيع الصناعة المحلية، مؤكدا تشجيع الحكومة على إحداث المؤسسات الناشئة لصنع الأدوية من الأعشاب.
ودعا كلية الصيدلة، في هذا الصدد، إلى المساهمة في النهوض بصناعة الأدوية في الشركة التونسية للصناعات الصيدلية « سيفات » التي هي إمتداد لكلية الصيدلة من أجل صنع مثل هذه الأدوية وإنجاز مشاريع مجددة أخرى.
وأكد أنّ كلية الصيدلة بالمنستير بالتعاون مع العمادة الوطنية للأطباء وهيئة الصيادلة التونسيين ستقوم بما يتوجب لترسيخ التداوي بالنباتات الطبية في تونس، في انتظار إصدار نصوص ومذكرات تشجع على الممارسات اليومية للعلاج بالنباتات الطبية.
وقال ممثل اتحاد الصيادلة العرب، جمال مزوغي، إنّ اتحاد الصيادلة العرب يدعم بشدة برامج التداوي بالأعشاب بطرق حديثة ومراقبة، لتصل إلى المريض بشكل آمن وفعّال، داعيا إلى الاستفادة من الخبرات التونسية في مجال التداوي بالنباتات الطبية بتكوين جمعية النباتات الطبية بالوطن العربي.
وانتظم بالمناسبة معرض حول النباتات الطبية، تضمّن أنشطة الجمعية التونسية للنباتات الطبية، وكتبا حول العلاج بالنباتات الطبية وعرضا لبعض المكملات الغذائية المستخلصة من النباتات.
شارك رأيك