إذا لم تستح فافعل ما شئت، اللي اختشوا ماتوا، قنوات العار، إعلام مجاري، إعلام صهيوني، قاطعوا إعلام العار… هذه هي بعض العبارات التي يسمعها المتابع العربي منذ فترة طويلة غير أنها تتواتر بشكل يومي منذ عملية طوفان الأقصى و إلى غاية اليوم. والتي كشفت الوجه القبيح للإعلام في بعض الدول العربية منها العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة اللتين لا تمتلكان من العروبة و الإسلام غير القشرة الخارجية أم اللب فهو أمريكي صهيوني.
أحمد الحباسي
في الحقيقة كشفت قناتي العربية و سكاى نيوز عربية عن وجهها الحقيقي و القبيح إلى حد النذالة و الانحطاط الذي ما بعده انحطاط بحيث تحولتا إلى بوق لإسرائيل تشارك العدو الصهيوني غبطته و سعادته و فرحه باغتيال قيادات المقاومة في غزة و في لبنان و لم يبق فعلا إلا أن تتقدم القناتان الفاجرتان بباقات الورود لجحافل الجنود الصهاينة الذين يرتكبون المجازر الوحشية و التطهير العرقي و ضرب المستشفيات و عمليات القتل بدم بارد للأطفال و الشيوخ و النساء.
قناتان في خدمة العدو الصهيوني
لعل المثير للغثيان و النفور أن قنوات الصرف الإعلامي النجس تنطق و تبث سمومها من بلدان يفترض أنها عربية و مسلمة و تتحدث دائما عن القضية الفلسطينية و هي قنوات محسوبة على الإسلام و على نظامي السعودية و الإمارات و هذه القنوات الهابطة لا تتورع عن الشماتة حتى في الموت بل تتسابق لنشر بيانات المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاى أدرعى و تستضيفه و توفر له المساحة الواسعة ليعلن أنباء اغتيال المقاومين الأبطال بلغة قبيحة متعفنة.
لم تخجل قناة العربية و قناة سكاى نيوز عربية في أن تعلن تشفيها في استشهاد المناضل الفلسطيني يحيى السنوار و هو نفس الموقف حين تم اغتيال الشهيد حسن نصر الله و قبله عماد مغنية بل لم تتورع القناتان في تسخير كافة طواقمها و مخبريها و كل المتعاونين معها من أشباه المحللين الذين تعودوا بث خطاب الإحباط و تضليل الرأي العام العربي و شكلوا دائما محورا معاديا للمقاومة العربية في عنوانها الواسع كل ذلك لإعلان انتصار العدو الصهيوني و هو انتصار موهوم و غير حقيقي تؤكده الخسائر المادية و البشرية التي يتكبدها الكيان الغاشم منذ معجزة طوفان الأقصى التي كشفت للعالم الحجم الطبيعي لدولة الاحتلال و جعلها تفقد توازنها طيلة أيام.
لم يعد خافيا على أحد أن المقاومة الفلسطينية و صمودها الأسطوري رغم حجم الخسائر و بقدر ما كشف أن هذا الكيان المتوحش قادر على ارتكاب المجازر المروعة فإنه كشف أيضا أن النظام السعودي و بالخصوص الإماراتي عموما قد استشعرا حرجا بالغا و إحباطا غير مسبوق باعتبار أن عملية طوفان الأقصى قد تسببت في تعطيل قطار التطبيع بينهما و بين كيان الوحوش الصهيوني.
لم يعد هناك شك في أن منظومة القنوات السعودية و الإماراتية مسخرة ليلا و نهارا لخدمة المشروع الصهيوني و بالذات مشروعه المعلن في القضاء على المقاومة في غزة و لبنان بل نحن نتذكر كيف قادت السعودية أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية ببيروت سنة 2006 حملة مسعورة ضد حزب الله بل كلفت خادمها عمرو موسى أمين ما يسمى نفاقا بالجامعة العربية لتوفير الغطاء السياسي العربي لما سمى حينها برغبة السعودية في أن تقوم دولة الاحتلال بكسر عظام المقاومة و لكنها فشلت فى ذلك فشلا ذريعا.
بطبيعة الحال لا يصدق أحد أن السعودية و الإمارات تقفان مع القضية الفلسطينية أو تقفان مع ضرورة استرجاع الفلسطينيين لحقهم أو مساعدتهم على تحقيق انتصار عسكري بفضل سواعد المقاومة كما لم يعد سرا أن السعودية هي من تشجع رئيس السلطة الفلسطينية على اتخاذ موقف انقسام يجعل الشعب الفلسطيني حائرا بين فتح و حماس.
المشروع السعودي الإماراتي لاغتيال المقاومة
مسألة الخيانة السعودية للقضية الفلسطينية ليست سرا و لذلك سخر النظام قناة العربية لتنفيذ مشروع مخجل يتمثل في اغتيال المقاومة في غزة معنويا بعد أن تقاعس النظام في الضغط على حليفه الصهيوني و صديقه الأمريكي لتقديم العون الغذائي و الصحي لسكان غزة و هو موقف مخجل بكل المقاييس.
نحن لا نقدم رواية بل نحن نتحدث عن مضمون كتاب يجمع المتابعون أنه سيهز ضمائر الشعوب العربية و هو كتاب بعنوان “حرب” للصحفي الأمريكي الشهير وود وولد تضمن حقائق مرعبة تفضح النظام السعودي بكونه من حذر الكيان الصهيوني من التصرف بحكمة مع حماس داعيا صراحة للتخلص منها كاشفا أنه لن يقدم أية مساعدات للشعب الفلسطيني و لن يشارك في إعادة إعمار غزة بعد نهاية الحرب.
لعل هذا الكتاب يأتي ليفضح المستور و لعل قرار الجزائر بتعليق ترخيص تشغيل قناة العربية بسبب تحيزها المفضوح في تغطيتها للحرب الدائرة في غزة و لبنان و تصويرها لما يجرى بطريقة تضعف معنويات الشعبين الفلسطيني و اللبناني و عدم احترامها لقواعد الأخلاق المهنية و ممارسة التضليل الإعلامي و التلاعب و قرار العراق بإلغاء الترخيص و إغلاق مكتب مجموعة أم.ب.سى الإعلامية السعودية الشركة الأم لقناة العربية قد نزعا عن النظام و عن القناة كما نزعا عن نظام الإمارات و قناته سكاى نيوز عربية ورقة التوت التي كانت تخفى جبلا من الحقارة الإعلامية.
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك