نظمت هيئة الترويج الايطالية “CDP” بالتعاون مع السفارة الإيطالية في تونس والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 لقاء بعنوان “Italy Meets Tunisia” من أجل التعريف بالمنصة الرقمية CDP Business Matching.
وشارك في هذا اللقاء السيد سمير ماجول رئيس الاتحاد والسيد أليسندو بروناس Alessandro Prunas سفير إيطاليا بتونس والسيد وائل شوشان كاتب الدولة لدى وزارة الصناعة والمناجم والطاقة المكلف بالانتقال الطاقي، كما شارك فيه عن بعد السيد يلزانو باسكوال Salzano Pasquale رئيس SIMEST ومدير الشؤون الأوروبية والدولية بهيئة الترويج الإيطالية CDP.
كما حضر اللقاء، الذي شارك فيه عبر الانترنت أصحاب المؤسسات المنخرطين ضمن منصة Business Maching، عدد هام من الممثلين عن الشركات التونسية والإيطالية ومن المسؤولين والاطارات بالاتحاد.
وأكد رئيس الاتحاد في كلمته تاريخية العلاقات التونسية الإيطالية، التي ساهمت في تعزيز الروابط بين البلدين وجعل إيطاليا شريكًا اقتصاديًا مميزًا لتونس، معبرا عن أمله في تطوير هذا التعاون من خلال الترويج للاستثمار وإقامة مشاريع جديدة.
وأضاف السيد سمير ماجول أن تنظيم هذا اللقاء يعكس الإرادة المشتركة في تجسيد ما وصلته العلاقات الثنائية إلى واقع اقتصادي ملموس يعود بالفائدة على البلدين، كما أن الشراكة التونسية الإيطالية تتمتع بجميع المقومات للنجاح، كما يشهد على ذلك العدد الكبير من الشركات الإيطالية التي استقرت في تونس، والتي وجدت بيئة مشجعة ومناسبة، تمثل نجاحًا حقيقيًا وتعد نماذج ملهمة.
وبيّن رئيس الاتحاد أن هذا اللقاء يهدف أيضًا إلى توفير فرص للتواصل بين الشركات التونسية والإيطالية في قطاعات إستراتيجية، لا سيما الصناعات الغذائية، حيث سيتم بثه مباشرة عبر منصة رقمية ستستضيف في الأسابيع المقبلة لقاءات ثنائية عن بُعد بين المؤسسات من البلدين، كما سيسمح هذا التبادل باستكشاف العديد من فرص التعاون التي توفرها قطاعات واعدة في تونس وبناء شراكات حقيقية لدعم التبادل التجاري والاستثمارات.
وأوضح السيد سمير ماجول أن تونس تمثل وجهة تنافسية وجذابة للشركات الأجنبية، لا سيما الإيطالية، في قطاعات إستراتيجية مثل الصناعات الإلكترونية، الميكانيكية، النسيج، الصناعات الغذائية، تكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة، داعيا الشركاء الإيطاليين إلى الاستمرار في الاستثمار في تونس وتوسيع تعاونهم ليشمل جميع القطاعات المبتكرة مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الرقمية، والصناعات الصيدلانية، حيث توجد فرص حقيقية.
وأعرب رئيس الاتحاد عن أمله في أن تلعب إيطاليا دورًا هاما في المساهمة في إزالة العوائق الجمركية التي تعيق تصدير العديد من المنتجات التونسية إلى الاتحاد الأوروبي، وخاصة في قطاعي النسيج وزيت الزيتون.
وأشار رئيس الاتحاد إلى ما يمثله مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا، “Elmed”، من أهمية نحو تحقيق السيادة الطاقية، ومواصلة التعاون الثنائي في مجال الطاقة المتجددة لتحسين ظروف التزود بالطاقة، ومكافحة التغيرات المناخية من خلال تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي هذا السياق أكد السيد سمير ماجول أن تونس اعتمدت استراتيجيات فعالة لتخفيض بصمتها الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول سنة 2030، وإلى نظام طاقي تنافسي منخفض الكربون، من خلال الاعتماد على الطاقات المتجددة والاقتصاد الدائري كرافعة للنمو الأخضر، كما يتم التعاون مع الحكومة لتحقيق هذا الطموح، ووضع خطة شاملة للإصلاحات، وتطوير إطار تنظيمي يعزز تنافسية بلادنا.
وشدّد رئيس الاتحاد على هذه التوجهات تمثل فرصًا كبرى للمستثمرين وأسواقًا واعدة للصناعات المستقبلية، وأن طموح بلادنا أن تصبح رائدة ووجهة مفضلة للاستثمارات في الاقتصاد الأخضر.
كما تحدث رئيس الاتحاد في كلمته ما تمثله قارة أفريقيا من قوة اقتصادية ناشئة، والخبرة التي اكتسبتها المؤسسات التونسية في هذه السوق، والتي بإمكانها أن تكون شريكًا استراتيجيًا للمؤسسات الإيطالية التي تستثمر هناك.
وأكد أن القطاع الخاص في كلا البلدين يمكنه تحقيق المزيد من النجاح في إطار الشراكة والتعاون الثنائي، حيث أثبت القطاع الخاص التونسي قوته ومرونته وقدرته على مواجهة الأزمات والتحديات العالمية.
وقال السيد Alessandro Prunas إن اللقاء يندرج في إطار تدعيم العلاقات التونسية الإيطالية على اعتبار أن تونس تعتبر الشريك الأول لإيطاليا في شمال افريقيا حيث يوجد بتونس أكثر من 950 شركة صناعية ومؤسسة اقتصادية ايطالية يشمل نشاطها عديد القطاعات بمبادلات تجارية في حدود 5.4 مليار أورو خلال العشر أشهر الأولى من سنة 2024، موضحا أن المنصة تندرج في إطار تدعيم آليات الاستثمار التي تضعها هيئة الترويج الإيطالية CDP على ذمة الشركات الإيطالية من اجل تشبيك علاقاتها مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين وتجسد الدور الرئيسي الذي تلعبه تونس في دفع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
من جهته أبرز السيد وائل شوشان في مداخلته الأهمية التي تكتسيها المنصة كمحرك للاستثمار وآلية من بين باقي الآليات التي يتم اعتمادها من اجل الترويج لتونس كإحدى أهم الوجهات الاستثمارية الهامة في شمال افريقيا وهو ما يندرج في صلب توجهات استراتيجيا الصناعة والتجديد في أفق 2035 والهادفة إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية من خلال التعريف بمزايا التفاضلية لبلادنا ودفع الاستثمار في قطاعات صناعة الطائرات والصناعات الصيدلانية وصناعة النسيج، وخاصة منها الصناعات الغذائية التي تساهم بـ 3.1 بالمائة في الناتج المحلي الخام و9 بالمائة من مجموع الصادرات، منوها بعراقة العلاقات الاقتصادية التونسية الإيطالية والدور الاقتصادي والاجتماعي الكبير الذي تلعبه الشركات الإيطالية المنتصبة في تونس إذ توفر 78 ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر.
من جهته، أكّد السيد Salzano Pasquale في مداخلة قدمها عن بعد، على أن هذه المنصة تعتبر خطوة جديدة لتسهيل وتطوير المبادلات الاقتصادية والتجارية بين تونس وإيطاليا قصد مساندة الشركات وحثها على تحقيق نمو مستدام، وفي هذا الإطار تم عقد اتفاقية تمويل بين هيئة الترويج الإيطالية والبنك المركزي التونسي لبعث خط تمويل بـ 50مليون أورو لدعم الإصلاحات الهيكلية الضرورية من أجل التشجيع على الإنتاج الذاتي للكهرباء اعتمادا على المصادر المتجددة في تونس، موضحا أن المنصة تمثل فرصة أمام الشركات الإيطالية والشركات التونسية من أجل إيجاد الشريك الاقتصادي الملائم وهو ما يسهل الاستثمار في البلدين ويعزز فرص التصدير والتوريد على حد السواء، كما تمكن من مرافقة المستثمرين من البلدين في الأسواق المطلوبة وتوجيههم بدقة نحو المجالات الأكثر جذبا.
وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات التجارية بين إيطاليا وتونس، من خلال مداخلات قدّمها كل السيد مراد فرادي رئيس الغرفة التونسية الايطالية للتجارة والصناعة، والسيدة ثريا الخياطي ممثلة عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، والسيد Pierfrancesco Verdese عضو مجلس إدارة Confindustria Assafrica & Mediterraneo.
كما قدم السيد Laurent Franciosi رئيس قسم الأسواق الدولية في هيئة الترويج الإيطالية، المنصة الرقمية كآلية مبتكرة ودورها في تطوير العلاقات التجارية بين تونس وإيطاليا.
كما انعقدت خلال اللقاء مائدة مستديرة حول وسائل وآليات التمويل الموجهة لدعم نمو المؤسسات الإيطالية والتونسية.
شارك رأيك