عادل اللطيفي يقدم بعض المعلومات حول الوضع السوري

و المدينة وراء الأخرى بسوريا تسقط و النظام لم يعد يقدر حتى على حماية نفسه و توجه حتى بطلب المساعدة من عدة دول إجابة،

عبر عادل اللطيقي الاستاذ بالجامعات الفرنسية مساء اليوم السبت عن رأيه حسب ما نشره

بعض معطيات لفهم الوضع في سوريا، حسب رأيي:
في الأصل نظام بشار الأسد انتهى منذ سنوات ولكن وجوده بقي بمجهود ثلاثة أطراف وليس بإمكاناته الخاصة: روسيا، إيران وحزب الله. روسيا غرقت في المستنقع الأوكراني وأصبح بدوره مدينا لدول مثل كوريا الشمالية. روسيا أصبحت غير قادرة على الفعل في سوريا. إيران بدورها تلقت ضربات قوية بخسارة اغلب حلفائها من المليشيات وباستهدافها مباشرة من إسرائيل دون رد في المستوى. أما حزب فتلقى ضربات قاسمة تعرفونها. يعني بلغة أخرى فقد بشار كل قدرة على الدفاع عن الأراضي التي يسيطر عليها وفقد حتى كل إمكانية للفعل سياسيا وهذا ما فهمته قوات المعارضة السورية ولكن خاصة منها الحركات الإرهابية مثل النصرة / هيئة تحرير الشام بالإضافة إلى قوات مرتزقة من الشمال وكلها مدعومة من تركيا….
ربما هذا ما فهمه أردوغان وشجع عليه وسعى إليه أصلا وبدون تنسيق مع الولايات المتحدة كما يعتقد. بل يعرف أن ترامب سوف يسحب القوات الأمريكية في سوريا وهكذا يفقد الأكراد سندهم الأساسي وهذا ما يريده أردوغان.
الوضع الآن عمليا واضح من التصريحات الإيرانية الروسية أن الأسد لم يعد يعنيها. ومغادرة دمشق مسألة ساعات. والحوار في الدوحة سوف لن يقرر مصير الحل لأن الواقع العسكري يتسارع وهو الذي سوف يقرض الحل. هنا للمعارضة المسلحة كلمتها وخاصة الجهات المدعومة من تركيا بما فيها الحركات الإرهابية…يعني سياسيا وعلى الارض، تركيا هي الفاعل الابرز حسب رأيي.
مستقبلا بعد بشار: كما سبق وقلت، السيناريو الاقرب في سوريا، وهذا ما لا نتمتاه، هو تواصل الحرب بين: الجماعات الإسلامية المدعومة من تركيا، الجيش السوري الحر وخاصة اللاعب المهم وهو قوات سوريا الديمقراطية في الشرق السوري ذات الأغلبية الكردية. لأنه من الصعب التوفيق بين أهداف هذه الأطراف وكذلك الأطراف الداعمة لها.
المستوى الثاني لهذا المستقبل ويدخل ضمن نفس المنحى العسكري، سوف يكون بتورط تركي في المستنقع السوري بشكل سوف يقرر مصير اردغان ذاته.
أما المشكل في العمق، فيعود إلى طبيعة مسار تشكل الدولة السورية والتي غرقت مع حزب البحث في صناعة الحكم بالقوة عوض صناعة الدولة وتحديث المجتمع في دولة تشكلت حدودها مع سايكس بيكو. تجدون تفاصيل أكثر وتحليلا أعمق في كتاب “الدولة والثورة والحداثة”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.