مرزوق يكتب حول تسارع الأحداث في سوريا بعد سقوط بشار و آل الأسد

تفاعلا مع أهم حدث في العالم بعد سقوط (في الليلة الفاصلة بين أمس و اليوم الأحد 8 ديسمبر) دمشق و مغادرة حافظ سوريا إلى جهة غير معلومة إلى حد الساعة، و طي 6 عقود من حكم آل الأسد و حزب البعث، عبر محسن مرزوق رئيس مشروع تونس عن رأيه في ما يحصل في المنطقة من خلال التدوينة التالية التي نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي:

“ما يحصل في سوريا لا يمكن إرجاعه لسبب واحد دون غيره:

⁃ كل ضعف هو داخلي بالاساس. العامل الخارجي مهم جدا ولكن ليس محددا. منذ مدة طويلة صار النظام السوري مومياء. كل نظام يقوم على البطش فقط وعلى عبادة الحاكم، وفي سوريا زادوها التوريث في نظام جمهوري، لن يصمد امام الهزات مهما كانت شعاراته. وهذا المنطق صالح لكل الاوقات.

⁃ لا شك ايضا انه هناك عملية استعمارية واسعة لاعادة رسم المنطقة خريطة وسلطة وتوجهات. ولن يقف الامر عند سوريا. تضع الخطة وتنفذها قوى دولية كبرى واقليمية بما فيها العربية وإسرائيل. أرباح وخسائر هذا وذاك سنعرفها قريبا ولكن لا تنخدعوا بالمظاهر فمن يظهر من بين الدول خسر شيئًا في سوريا قد يربح عوضا عنه في مكان اخر. كما انه من الواضح ان اطرافا من النظام السوري لها ضلع فيما حصل.

⁃ الشعب السوري على تلك الرقعة منذ عشرات القرون. قلوبنا معك يا رمز الحضارة التليدة. سيجد ذلك الشعب سبيلا لتظهر روحه الاصيلة مهما كانت الصعوبات والمحن التي وضعته فيها جهالة حكامه وجغرافية البلد الملعونة. المهم الحفاظ على وحدة التراب لان القضم سيحصل كما حصل سابقا مع لواء الاسكندرون وغيره منذ عقود.

⁃ الخاسر الاكبر سيكون الشعب الفلسطيني بطريقة مباشرة وغير مباشرة. فأحد أهداف كل ما يحصل هو إعداد المنطقة لوضع جديد. وفي رأيي يجب أن تنتبه دول الخليج جيدا رغم ترحيب بعضها بما يحصل لان وضعها الاستراتيجي صار اكثر ضعفا فسوريا والعراق كانتا حماية لها. من يسقط الانظمة في دول ما سيسقطها في دول اخرى لاي سبب.

⁃ إيران ومن معها سيكونون هدفا متواصلا لمزيد من الهجمات والمعارك التي لن تبقي شيئًا حتى ينتهي الوضع الذي انكشف بعد 7اكتوبر. هناك قرار دولي واضح لقوى ضخمة بقبر ما يسمى محور المقاومة اعتمادا على نقاط ضعفه الداخلية بالاساس

⁃ أما في تونس: اعتبروا بالنصيحة: لانني أعرف أن “البزقليف” الذين هم من يخلق الاستبداد بعبوديتهم يسوّقون النصيحة باعتبارها تهديدا ووعيدا. هي نصيحة. ونصيحتي: انتبهوا جيدا وعدّلوا ما دامت العاصفة بعيدة (ليست بعيدة كثيرا) والوقت متاح. لا أكلم الجهلة وما اكثرهم. أكلّم من يفهم الخرائط. خرائط الجغرافيا وخرائط السياسة. وقد يكون احد مفاتيحها مراجعة خرائط التهنئة بالانتخابات الرئاسية الاخيرة. بيان وزارة الخارجية التونسي الاخير دليل على ضياع البوصلة.

⁃ ولا تعتمدوا على جار او صديق. فكل له مصلحة يستطيع ان يقدمها عليكم. الحكم العادل دون بطش وعسف وبالمشاركة الوطنية وحماية حريات الناس وبرؤية نموّ اقتصادي ناجعة هي السلاح والحل
⁃ اللهم لقد بلغنا بما استطعنا”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.