في البيان التالي الممضى من أمينه العام فوزي الشرفي و الذي أصدره اليوم السبت 14 ديسمبر 2024، حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي يعتبر أن “نجاح الجماعات الإرهابية في السيطرة على سوريا من شأنه إعادة تأجيج المنطقة” و يرى أن “من حق الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه دون وصاية أو تدخل أجنبيين”.
تعيش المنطقة العربية منذ مدة على وقع حرب مدمّرة يشنّها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل بدعم ومباركة من القوى الأمبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض القوى الإقليمية أمام صمت وتواطئ للأنظمة الرسمية العربية.
توسعت دائرة الصراع مؤخرا لتشمل العدوان على لبنان ولتأجج من جديد الصراعات الداخلية في سوريا التي تكالبت عليها القوى الخارجية المختلفة والمتصارعة والجماعات المتمردة داخليا في محاولة لتدمير الدولة وتفكيكها، والتي انتهت بسيطرة المتمردين وفي مقدمتهم “هيئة تحرير الشام” سليلة تنظيم القاعدة الإرهابي وفصائل مختلفة الانتماء والولاء والتمويل منهية بذلك نظاما استبداديا عائليا دام أكثر من نصف قرن وتعويضه بحكم الجماعات المتطرفة الموالية للخارج والتي سعت منذ أكثر من 10 سنوات للإطاحة بنظام الحكم في دمشق وساهمت في تصدير الإرهاب لأغلب دول المنطقة وبعض الدول الأخرى من بينها تونس.
إن حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، انطلاقا من مواقفه الثابتة في مناهضة كل أشكال التطرف والإرهاب ومناصرته لحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي الحرية والانعتاق:
– يعبّر عن تضامنه ووقوفه إلى جانب الشعب السوري الذي عانى طويلا من نظام حكم فردي مستبد عجز عن تحرير أراضيه في الجولان، وتزايدت معاناته مع حرب أهلية عصفت ببلاده وقتّلت الأبرياء وشردت ملايين السوريين ويواجه اليوم مصيرا مجهولا تحت سيطرة الجماعات المتطرفة الموالية للخارج والخاضعة لمخططاته الاستعمارية.
– يعتبر أن من حق الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه دون وصاية أو تدخل أجنبيين والاعتماد على قواه المدنية الحية للمحافظة على الوحدة الترابية للدولة السورية وتعزيز جبهتها الداخلية والتصدي لكل مشاريع التقسيم على أسس عرقية وطائفية التي تحاك ضد وطنه.
– يؤكد أن محاولات تفكيك الدولة السورية وتأجيج الصراعات الداخلية لا يخدم سوى القوى الاستعمارية المتربصة بالشعب السوري وبأرضه وفي مقدمتها الكيان الصهيوني الذي يحتل منطقة الجولان منذ 1967 ويستغل هذه الأيام الفراغ الأمني الناتج عن سقوط النظام لتوسيع رقعة الأراضي المحتلة والاعتداءات العسكرية المتكررة التي استهدفت تدمير بناه التحتية العلمية والتكنولوجية والعسكرية أمام مرأى ومسمع من الجماعات التي تسلمت الحكم بدمشق والقوى الداعمة لها.
– يعتبر أن المستقبل السياسي لسوريا محدد في مآل قضية الشعب الفلسطيني التي تسعى القوى الكبرى والإقليمية لتصفيتها ومحاصرة القوى المقاومة في المنطقة، كما أن نجاح الجماعات الإرهابية في السيطرة على سوريا من شأنه إعادة تأجيج المنطقة من جديد وبلادنا ليست بمنأى عن تداعيات هذه التطورات الخطيرة.
ويعبّر حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي عن أمله أن يتجاوز الشعب السوري محنته وأن ينجح في بناء دولة ديمقراطية مدنية وفي تحرير أراضيه من الاحتلال الصهيوني، ويطوي بذلك صفحة الاستبداد والإرهاب والهيمنة الخارجية.
تونس في 15 ديسمبر 2024
الأمين العام فوزي الشرفي
شارك رأيك