صالح سويسي
في أجواء بلفها الحزن والفقد بسبب رحيل الفنان فتحي الهداوي، انطلقت فعاليات الدورة الـ 35 من أيام قرطاج السينمائية، وهي دورة تونسية بامتياز حيث تحضر السينما التونسية بـ 25 فيلما في سابقة مميّزة تشي بالتطوّر الذي يعيشه المشهد السينمائي في بلادنا من حيث الكم.
افتتاح متواضع قياسا بتاريخ الأيام وإرثها، بينما كان يمكن أن يستغل القائمون على المهرجان وفاة الراحل الكبير رغم ضيق الوقت لتعديل البوصلة وصنع حدث فنّي يقطع مع السائد ولكن…
وفيما يتعلق بتنشيط حفل افتتاح أحد أهم التظاهرات السينمائية عربيا وأفريقيا، لم يكن اختيار الممثلة سهير بن عمارة موفقا، وبَدَت مرتبكة وغير متكّنة من أدوات التقديم.
فقد اعتمدت عمارة بشكل كبير على الأوراق بين يديها وهو ما جعلها تتلعثم أحيانا وتتوقف أحيانا أخرى وهي أمور غير مقبولة في حفل مباشر، وهنا تذكّرت افتتاح الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي وكيف أن الفنان القدير حسين فهمي كان يتنقل من فقرة إلى أخرى بسلاسة ويُسرٍ دون أن يترك فراغا أو يستعين بورقة.
وكانت فعاليات الدورة الـ 35 من أيام قرطاج السينمائية، قد انطلقت ليلة البارحة 14 ديسمبر 2024 بمسرح الأوبرا مدينة الثقافة “الشاذلي القليبي”.
حيث عزف الأوركسترا السيمفوني التونسي بقيادة فادي بن عثمان موسيقى فيلم “الحلفاوين” للمخرج فريد بوغدير معلنا انطلاق التظاهرة ، ولا نعلم لماذا تم اختيار هذا الفيلم تحديدا، هل هو تكريم آخر لبوغدير بما أنه الرئيس الشرفي للدورة الحالية أم لما تحمله موسيقى أنور براهم من حنين لأجواء المدينة العتيقة، بينما كان يمكن في تقديرنا أن يختار المنظمون موسيقى أحد الأفلام التونسية القديمة مثل فيلم “الفجر” لعمار الخليفي والذي تزامن إنتاجه مع تأسيس الأيام سنة 1966.
وشهد حفل الافتتاح تكريم الراحل خميس الخياطي عبر فيديو يعكس شغف الفقيد بالسينما وبجمهور أيام قرطاج السينمائية، فيما مُنح “التانيت الشرفي” للفنان القدير رؤوف بن عمر والممثلة عائشة بن أحمد.
وتبقى السينما…
وفي بعيدا عن حفل الافتتاح وأجوائه، تبقى العروض السينمائية أساس الأيام، ويُخصص قسم “تحت المجهر” في هذه الدورة للسينما الأردنية، التي “تحظى بإشعاع لافت في السنوات الأخيرة وللسينما السنغالية الرائدة في مسار السينما الإفريقية، واحتفت الدورة الجديدة في افتتاحها بصناع أفلام البلدين الضيفين الأردن والسنغال”.
واختار المهرجان لافتتاحه الفيلم الروائي القصير “ما بعد” من إنتاج سنة 2024 للمخرجة الفلسطينية مها الحاج، فيما كان الفيلم الثاني وهو تكريم للمخرج والباحث العراقي الراحل قيس الزبيدي والذي غادرنا يوم 1 ديسمبر 2024 قبل أيام من عرض فيلمه المرمّم “واهب الحرية” ويوثق الفيلم في عرضه الأول في تونس لمختلف أشكال المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان.
حضور غير مسبوق للسينما التونسية
وتشهد الدورة الحالية حضورا كبيرا وغير مسبوق للسينما التونسية، حيث تشارك تونس في المسابقات الرسمية بجميع فئاتها.
المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة العربية الافريقية (4 أفلام مختارة)
“ماء العين” مريم جعبر
“عايشة” مهدي برصاوي
“الذراري الحمر” لطفي عاشور
“برج الرومي” المنصف ذويب
المسابقة الوطنية للأفلام الروائية: (4 أفلام مختارة)
“لاغورا” علاء الدين سليم
“القنطرة” وليد مطار
“برزخ” قيس الماجري
“La zone” لسعد الدخيلي
المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة العربية والإفريقية (3 أفلام مختارة)
“شهيلي” حبيب العايب
“الذكريات والأحلام” محمد إسماعيل اللواتي
“ماتيلا” عبد الله يحيى
المسابقة الوطنية للأفلام الوثائقية الطويلة (4 أفلام مختارة)
“حدود الله” أنيس الأسود
“بنت 08 جانفي” مروان المؤدب
“لون الفسفاط” رضا التليلي
“حلمة ع الهامش” كريم السواكي
قسم “بانوراما 35” (4 أفلام روائية طويلة خارج المسابقة)
“Stone” كريم بالرحومة
“ود” الحبيب المستيري
“عصفور الجنة” مراد بن الشيخ
“رحلة وجدان” خالد البرصاوي
“قلب حجر” نضال شطا
قسم “دياسبورا” (3 أفلام طويلة خارج المسابقة)
“سودان يا غالي” هند المؤدب (وثائقي)
“فاليجا حمرا” ضياء جربي (وثائقي)
“Sulla terra Leggera” سارة فقير (روائي)
الأفلام القصيرة
المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة العربية والإفريقية (4 أفلام مختارة)
“MAKUN” فارس نعناع
“عالحافة” سحر العشي
“فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ” حسام سلولي
“ليني أفريكو” مروان لبيب
المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية القصيرة العربية والإفريقية (2 أفلام مختارة)
“الأيام الأخيرة مع أليان” مهدي الحجري
“أنامل” عائدة الشامخ
المسابقة الوطنية للأفلام الروائية القصيرة (6 أفلام مختارة)
“السحابة العاشقة” الناصر خمير
“خيالي” حمزة العوني
“LOADING” أنيس لسود
“ويني ديانا” سامي الشافعي
“ما وراء الواقع” بشير زيان
“ثنية عيشة” سالمة هوبي
شارك رأيك