صالح سويسي
في إطار الدورة الخامسة عشرة للمهرجان العربي للمسرح، تُنافس مسرحية “البخّارة” لقطب المسرح، تأليف صادق الطرابلسي والياس الرابحي وإخراج صادق الطرابلسي في عروض المسار الأول (على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي) فيما تُنافس مسرحية “بوابة 52” لمسرح الناس، تأليف دينا مناصرية وإخراج دليلة مفتاحي في عروض المسار الثاني (مسار العروض المصاحبة).
وكانت الهيئة العربية للمسرح وبالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العُمانية للمسرح، قد أعلنت عن العروض المسرحية المتأهلة للمشاركة في مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة التي ستقام في مسقط من 9 إلى 15 جانفي القادم والتي تنتظم تحت عنوان “نحو مسرح عربي جديد ومتجدد”.
15 عرضاً مسرحياً من 13 دولة عربية
وشاهدت لجنة الاختيار والمشاهدة التي تكونت من الدكتور يوسف عايدابي رئيس اللجنة من السودان، والدكتور جبار جودي من العراق، وخالد جلال من مصر، وهزاع البراري من الأردن، ويوسف الحمدان من البحرين، شاهدت 175 عرضًا من 13 دولة عربية، لتختار 15 عرضًا مسرحيًّا على مساري المهرجان وهما مسار التنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي (11 عرضًا)، ومسار العروض المصاحبة (4 عروض).
وإلى جانب مسرحية البخّارة تتنافس في مسار جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عروض “أسطورة شجرة اللبان” لفرقة مزون من سلطنة عُمان، وهو مقتبس عن رواية “موشكا” للكاتب محمد الشحري، باقتباس نعيم نور وإخراج يوسف البلوشي، وعرض “الملجأ” الذي يقدمه معمل 612 من الأردن، من تأليف نجيب نصير وسوسن دروزة، وإخراج سوسن دروزة، وعرض “المؤسسة” الذي يقدمه مسرح الصواري من البحرين، عن نص لأنطونيو باييخو، بإعداد وإخراج عيسى الصنديد، وعرض “بين قلبين” من مشيرب للإنتاج الفني في قطر، تأليف طالب الدوس وإخراج محمد يوسف الملا، وعرض “ريش” الذي تقدمه فرقة شادن للرقص المعاصر من فلسطين، بتصميم وإخراج شادن أبو العسل، وعرض “سيرك” الذي تقدمه الفرقة الوطنية للتمثيل من العراق، من تأليف وإخراج جواد الأسدي، وعرض “غصة عبور” الذي تقدمه فرقة المسرح الكويتي، تأليف تغريد الداوود وإخراج محمد الأنصاري.
فضلا عن عرض “كيف نسامحنا؟” الذي يقدّمه مسرح الشارقة الوطني من الإمارات، من تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري، وعرض “ماكبث المصنع” الذي يقدمه فريق كلية طب القاهرة من مصر، عن نص “ماكبث” لشكسبير، بإعداد وإخراج محمود إبراهيم الحسيني، وعرض “هُمْ” الذي يقدمه مسرح أنفاس من المغرب، تأليف عبد الله زريقة وإخراج أسماء الهوري.
أما عروض المسار الثاني، وفضلا عن مسرحية “بوابة 52” فهي عرض “ذاكرة صفراء” لفرقة نورس المسرحية من السعودية، تأليف عباس الحايك وإخراج حسن العلي، وعرض “عد عكسي” للمسرح القومي السوري من تأليف وإخراج موسيقي سامر الفقير، وتأليف ودمى وإخراج العرض هنادة الصباغ، وعرض “نساء لوركا” للفرقة الوطنية للتمثيل من العراق، عن نصوص للوركا، تأليف وإخراج عواطف نعيم.
اختارت الهيئة العربية للمسرح الفنان الفلسطيني فتحي عبد الرحمن ليكتب ويلقي رسالة اليوم العربي للمسرح الذي يصادف العاشر من يناير من كل عام.
فتحي عبد الرحمن من أهم المسرحيين الفلسطينيين المؤثرين في صياغة المشهد الفلسطيني المقاوم منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وفي ساحات عربية مختلفة، مصر والعراق وسوريا ولبنان والأردن وأخيرا فلسطين، وإضافة لكونة مخرجا فهو كاتب وناقد وممثل، وهو مؤسس فرقة المسرح الشعبي.
مؤتمر فكري ومعرض لإصدارات الهيئة
ومن بين الفاعاليات الأخرى في المهرجان إلى جانب العروض المسرحية، برمج المنظمون مؤتمرا فكريا يتضمن ندوة إصدارات حول المسرح في سلطنة عُمان، وندوة المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني، إضافة إلى ثلاث جلسات توقيع الإصدارات العمانية والعربية في معرض منشورات الهيئة العربية للمسرح)
ويضمّ معرض إصدارات الهيئة العربية للمسرح من كتب الدراسات والنصوص والتوثيق والترجمة يصل إلى 370 عنواناً، من بينها 9 كتب جديدة حول المسرح العُماني صدرت بمناسبة المهرجان.
هذا وسيشهد معرض إصدارات الهيئة العربية للمسرح جلسات لتوقيع 33 من المؤلفات حول المسرح العماني والخليجي والعربي، الصادرة ضمن منشورات الهيئة.
بث مباشر لكافة الفعاليات
يعزز البث المباشر لكافة الفعاليات من عروض وندوات وورشات هذا الحضور، ليتمكن كل المسرحيين أينما كانوا حول العالم من متابعة فعاليات المهرجان، خاصة وأن المهرجان بات محط أنظار المسرحيين في مختلف أصقاع الأرض.
تطويرا لبرنامج الاستوديو التحليلي الذي أطلقته الهيئة العربية للمسرح في الدورة الرابعة عشرة وكان مقتصرا على ندوات النقد التطبيقي للعروض، تضع الهيئة استوديو 15 في إطار أوسع لتغطية عديد الجوانب في المهرجان، والذي يستضيف حوارات ومحاورين عرب إضافة لتغطية الفعاليات اليومية المختلفة.
أكثر من مهرجان
وجاء في الإعلان الرسمي للدورة الـ 15 أأنّ مهرجان المسرح العربي “كرس عبر دوراته الأربع عشرة السابقة كونه أكبر من مهرجان، وأعمق من مناسبة سنوية، وأنه مؤتمر شامل ليفكر المسرحيون العرب من شتى أصقاع العالم في مسيرة وصيرورة مسرحهم، مؤتمر ليرسموا الخطوات الجديد والمتجدد، مؤتمر للاستئناف الإيجابي على ما حققوه من أجل الذهاب نحو ما يجب تحقيقه، إبداعاً ودراسات ونقداً وتنظيما، ونعتز في الهيئة العربية للمسرح بأن مهرجاننا من البداية انطلق مما كانت المهرجانات القارة والراسخة قد وصلت إليه وأنه عمل بدأب على تطوير آليات عمله ليشكل بوصلة حقيقية للمهرجانات وتطويرها، وهو المهرجان الذي جاء ليكمل ويتعاون ويطور مع الجميع”.
وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح صرح في هذه المناسبة، أنّ “شراكة مثمرة مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العمانية للمسرح، وحكمة وخبرة الهيئة العربية للمسرح بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كلها ضمانات لتكون الدورة الخامسة عشرة دورة نوعية، وهي هدية الهيئة للمسرحيين العمانيين”.
وأضاف “جاء اختيار مسقط لتحتضن المهرجان استجابة للرغبة الكبيرة والأكيدة من طرف المسرحيين في سلطنة عُمان، وبتعاون مثمر مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والجمعية العمانية للمسرح تم اختيار مسقط لتكون حاضنة لتنظيم الدورة الخامسة عشرة من المهرجان كدورة مميزة، وهي الرابعة التي تنظم في دول الخليج (بعد قطر 2013، الشارقة 2014، الكويت 2016)، ولا بد في هذا المقام من الإشادة بالطموح والهمة والحيوية التي تميز بها الشركاء في سلطنة عُمان، وكذلك الإشارة بكل التقدير لجدية وحماسة المسرحيين في سلطنة عمان، ليجعلوا من المهرجان مناسبة ثقافية وطنية وعربية بامتياز”.
شارك رأيك