حوار الأجيال الأدبية في تونس : مجلة “قصص” أنموذجا

أصدرت الهيئة المديرة لمجلة “قصص” التونسية مؤخرا 4 أعداد متتالية (196-197-198-199) في شكل جديد دأبت عليه منذ توليها مهام هذا النادي الأدبي العريق الذي أسسه ثلة من الأدباء المرموقين الذين كانوا يؤثثون المشهد الثقافي والأدبي في ستينات القرن الماضي ومنهم محمد العروسي المطوي وعز الدين المدني ومحمد صالح الجابري ومصطفى الفارسي وغيرهم.

طارق العمراوي

وقد ساهم هذا النادي منذ أكتوبر1964 في تشجيع واحتضان المواهب الشابة الصاعدة عبر توجيههم لمزيد المطالعة والقراءة ونقدهم الذي ساهم في إنضاج تجاربهم الإبداعية القصصية وها هم الآن يواصلون المشوار في حلقة ربط بين ماضي النادي وحاضره بعد أن تميزوا الآن بمدوناتهم الإبداعية في القصة والشعر والرواية بل وحصد العديد منهم الجوائز الوطنية والعربية راسمين مع هذه الهيئة ملامح المستقبل رافعين بعض التحديات ومنها المجلة الورقية التي استطاعت الصمود منذ صدور عددها الأول في أكتوبر1966حتى اليوم. ومع الأربعة أعداد الأخيرة يتواصل الاحتفاء بالقصة كركن قار وثابت في المجلة ليستمتع قارئ المجلة ب16 قصة جديدة وفي استراتيجيات النادي التي ما زالت تراهن على هذا الشكل القولي-الابداعي إلى جانب الدراسات النقدية.

وها هي الأعداد الأربعة الأخيرة تواصل الاحتفاء بهذه الفئة كالكاتب أحمد ممو والكاتبة مسعودة بوبكر وفقيدي الساحة الثقافية محمد رشاد الحمزاوي ومحمد الباردي أين خصصت المجلة لكل شخصية إبداعية صورة الكاتب على غلاف المجلة ثم قراءات نقدية تناولت بالدرس والتمحيص العديد من منشورات الكتاب وحوارات أدلى من خلالها الكتاب بآرائهم حول الساحة الإبداعية وطنيا وعربيا وإشكالية الحركة النقدية اليوم وما يلفها من غموض واخوانيات ومجاملات وأهم المدارس الأدبية اليوم وغدا مع الإشكاليات الحياتية والواقعية التي اشتغل عليها الكتاب مع بعض الحنين للبدايات ضمن هذا النادي العريق وكيف يتصور الكتاب مستقبله وآفاق عمله في قادم السنين. وفي ركن “مكتبة قصص” فقد احتفت بالإصدارات الجديدة والجدية في الطرح وفي المستوى الابداعي ك”قرار أخرس” لحبيبة المحرزي و”عن الرجال والبنادق” لغسان كنفاني و”عندما تتكلم الذات” لمحمد الباردي و”الهروب ” لسمير بن علي و” لو كنت مكاني” لتوفيق بوغدير وغيرهم.

وهكذا تكون الهيئة المديرة في خط تواصلي تجديدي مع ماضي النادي بل يذكر رئيس النادي الكاتب سمير بن علي في افتتاحية العدد 197 بأجيال السارديين التونسيين منذ جيل الرواد الذي يمثله علي الدوعاجي وجيل المؤسسين جيل الستينات والسبعينات من القرن العشرين ونذكر منهم البشير خريف والعروسي المطوي وحسن نصر … كلحظة اعتراف ووفاء لروادنا وسابقينا في القول والتحبير راجيا أن يتواصل بريق هذا النادي مع هذه الهيئة المديرة وغيرها لتكون شهادة للتاريخ على أهمية التواصل الذي يثري التجارب عكس القطيعة والبدء من جديد في كل التجارب وهذا مفتاح النجاح ففي الماضي مصابيح لن تنطفئ بل تساهم في إنارة الماضي والمستقبل.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.