الدستوري الحر يدعو الى المشاركة بكثافة في مسيرة وطنية يوم 18 جانفي التاريخي

ينظم الحزب الدستوري الحر مسيرة وطنية يوم السبت 18 جانفي 2025 وذلك للتنديد بتردي الأوضاع السياسية و الحقوقية و الإجتماعية و الإقتصادية، وفق ما قامت بتداوله عدة صفحات تابعة للحزب الدستوري الحر الذي ما انفك يدعو الى اطلاق سراح رئيسته الأستاذة عبير موسي الأسيرة السياسية منذ يوم 3 أكتوبر 2023.

………………………………
و قام أسامة الراعي بانزال تدوينة حولة أحداث 18 جانفي في تونس… وهي كالتالي:
“في مثل هذا اليوم 18 جانفي من سنة : 1952 – إندلعت الثورة المسلحة في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي، والتي تمّ الإعلان عنها رسميا في المؤتمر السرّي للحزب الدستوري الجديد المنعقد يوم 18 جانفي 1952 بنادي الحزب الكائن بنهج قرمطّو بسيدي محرز بالمدينة العتيقة في تونس العاصمة.

  • يُحيي الشعب التونسي اليوم الذكرى 72 لاندلاع ثورة 18 جانفي 1952 التي كانت من المحطات الهامة في مسيرته النضالية ضد القوى الاستعمارية الغاشمة متحديا كل وسائل العنف والترهيب وتعنّت الحكومة الفرنسية آنذاك خاصة بعد المذكرة الموجهة إلى الوزير الأكبر محمد شنيق بتاريخ 15 ديسمبر 1951 والتي جاءت معبّرة عن انقطاع الحوار بين الطرفين مما جعل المواجهة الخيار الوحيد بعد استنفاذ كل الوسائل والمحاولات السياسية والديبلوماسية.
  • واستعدادا لمجابهة الأحداث المقبلة هيّأت القيادة الوطنية الشعب للمواجهة الحاسمة بتعبئة الجماهير وتوعيتها بدقة المرحلة وضرورة مشاركة كافة الفئات والشرائح لضمان النجاح.
  • وتكونت حول الحزب الحرّ الدستوري الجديد جبهة وطنية ضمت الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الشهيد فرحات حشاد، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، والاتحاد العام للفلاحين، والمنظمات الشبابية والكشفية والطلابية والنسائية…
  • وحتى يتعرف على مدى استعداد الشعب لدخول المرحلة الجديدة ومدى تجاوبه مع القيادة الوطنية، قام الزعيم الحبيب بورقيبة بجولة عبر بعض الجهات وعقد اجتماعات هامة بالمنستير وتونس وبنزرت بيّن فيها الوضع وطرق التعامل معه.
  • ولما تيقّنت السلط الفرنسية من تصميم التونسيين على المواجهة والتحدي عوّضت المقيم العام “لوي بيرلي”، بــ”جان دي هوتكلوك” المعروف بتشدّده وتعصّبه. وقد حلّ بتونس يوم 13 جانفي 1952 فبادر بإصدار قرارات بتحجير الاجتماعات العامة والتظاهر ومنع الحزب الحر الدستوري الجديد من عقد مؤتمره المقرّر ليوم 18 جانفي 1952.
  • وفي فجر يوم 18 جانفي ألقت السلط الفرنسية القبض على الزعيمين الحبيب بورقيبة والمنجي سليم، ورغم تلك الظروف وقرار المنع انعقد مؤتمر الحزب في نفس اليوم (18 جانفي 1952) برئاسة الزعيم الهادي شاكر. وقد تضمنت اللائحة الصادرة عن المؤتمر “عدم الاعتراف بالحماية والمطالبة باستقلال تونس وتنظيم العلاقات بين تونس وفرنسا على أساس الإحترام المتبادل وحماية الجاليات الأجنبية”.
  • وما إن شاع خبر إيقاف الزعيمين في مختلف الجهات حتى عمّت المظاهرات والاضطرابات كافة أنحاء البلاد، فاتسعت دائرة قمع المستعمر لتشمل كل الوطنيّين من مختلف الأحزاب والتنظيمات الوطنية، وأصبحت مسؤولية فرض الأمن من اختصاصات الجيش بقيادة أحد غلاة الاستعمار الجنرال “ڤرباي”، فامتلأت السجون المدنية والعسكرية والثكنات والمحتشدات بآلاف التونسيين، واستعملت ضدهم أشد وسائل التعذيب والعنف.
  • وفي المقابل تمّ تنظيم المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي، وتوزع قادة المقاومة جغرافيًّا إلى 5 مناطق هي خاصة:
  • منطقة تونس وبنزرت : وتزعم المقاومة فيها خاصة محجوب بن علي وهلال الفرشيشي.
  • منطقة الكاف : ساسي لسود.
  • منطقة سبيطلة – الروحية : الطاهر لسود.
  • منطقة الجنوب : مصباح الجربوع.
  • منطقة الوسط: حسن بن عبد العزيز.
  • وقد بدأت نواة المقاومة المسلحة في التشكّل بين 18 جانفي و15 مارس 1952 بمنطقة الأعراض (حامة قابس) وتحولت تدريجيا لتشمل منطقة شمال وغرب البلاد التونسية نتيجة للقمع العسكري الذي لاقاه المقاومون.
  • كما أن تطور شعبية المقاومة كان نتيجة للزخم ودعم الأهالي لها ماديا عبر التبرع بالمال والممتلكات. ولوجستيّا بإخفاء المقاومين، وتهريب الأسلحة وإخفائها وتسهيل فرار المطاردين وكذلك مدّهم بالغذاء والمؤن والعتاد والمعلومات.
  • لقد انتظم المقاومون في مجموعات صغيرة تمركز أغلبها بالمناطق الجبلية الوعرة وتمّ إحصاء حوالي 3000 مقاوم سنة 1953.
  • ويمكن حصر أهم عمليات المقاومة بالرغم أنها بلغت 134 عملية في المجموع بين 1953 و1954 في :
  • معركة جبل ميتر (بين بني خداش وغمراسن): استعمل فيه الجيش الفرنسي العتاد الثقيل كالطائرات والدبابات فقتل 5 ثوار مقابل العشرات بين جنود فرنسيين ومتعاونين معهم وسقط خلال المعركة مصباح الجربوع جريحا.
  • معركة الغندري بمنطقة كتانة (ولاية قابس): وقعت في 7 أكتوبر 1953، واستشهد فيها 4 من الثوار.
  • انتفاضة ماطر والأحداث التى واكبتها وذلك يوم 19 جانفي 1952 والتي خلفت وقائعها 11 شهيدا.
  • معركة جبل عرباطة (قفصة): وقعت في 9 جوان 1954 وكان الجبل مقرا للمقاومة بجهة الجنوب الغربي، واستشهد خلالها 7 مقاومين.
  • لقد مثّلت سنة 1954 سنة الحسم إذ بلغت المقاومة المسلحة ذروتها فتعددت المواجهات المسلحة وبلغ الشهداء في صفوف المقاومين كالآتي:
  • معركة جبل إشكل بتاريخ 22 ماي 1954 : سقط فيها شهيد واحد.
  • معركة أولاد بوعمران بتاريخ 5 جوان 1954: 7 شهداء.
  • معركة أبه قصور بتاريخ 14 جوان 1954: 9 شهداء.
  • معركة جبل هداج بتاريخ 1 سبتمبر 1954: 12 شهيدا.
  • معركة جبل برقو بتاريخ 13 سبتمبر 1954 التي انضم خلالها أفراد من الحرس الملكي للمقاومة، وسقط خلالها 15 شهيدا وأسر 20 مقاوما.
  • معركة جبل سيدي عيش بتاريخ 18 سبتمبر 1954: 11 شهيدا.
  • معركة جبل المالوسي بتاريخ 24 سبتمبر 1954، 8 شهداء.
  • معركة جبل الخشم بتاريخ 1 أكتوبر 1954: 19 شهيدا.
  • معركة جبل قضوم بتاريخ 8 أكتوبر 1954 : 22 شهيدا.
  • معركة جبل طباقة (الحامة) بتاريخ 18 أكتوبر 1954: 10 شهداء.
  • معركة جبل سيدي علي أم الزين (الروحية) بتاريخ 14 أكتوبر 1954: 24 شهيدا.
  • معركة جبل المرفق (قفصة) بتاريخ 18 نوفمبر 1954: 20 شهيدا.
  • معركة جبل وسلات بتاريخ 18 نوفمبر 1954: 12 شهيدا.
  • معركة جبل سيدي عيش بتارخ 21 نوفمبر 1954: 33 شهيدا.
  • مما تقدم بدَا جليًّا تكاثر عدد الشهداء بين المقاومين تدريجيا وبلغ ذروته خلال أواخر سنة 1954 نتيجة للاستخدام الكثيف للجيش والعتاد الحديث، ونظرا كذلك لتراجع المقاومة نتيجة لضعف الإمكانيات وعمليات الحصار المفروضة على المقاومين وقطع الطرق والمؤن.
  • وفي الأثناء، تعددت أشكال المقاومة تزامنا مع المواجهات المباشرة بين المقاومين والمستعمر، من ذلك :
  • اغتيال أفراد البوليس والجندرمة داخل المدن وكذلك المتعاونين التونسيين مع المستعمر.
  • ويُعدُّ هذا النوع من المقاومة ردّ فعل على اغتيال الزعيمين فرحات حشاد في 5 ديسمبر 1952، والهادي شاكر في 13 سبتمبر 1953 والعديد من المناضلين غدرا…
  • كما استهدفت عمليات أخرى أساسا الأنشطة الاقتصادية للمستعمر والمعمرين كإحراق للمحاصيل وتفجير للمخازن وتخريب للسكك الحديدية وخطوط الهاتف والكهرباء.
  • في المجموع قتل المقاومون 50 فردا من الجندرمة و9 من البوليس، من ذلك اغتيال العقيد دوران (Dorand) في سوسة.
  • وقد واجهت قوات المستعمر عمليات المقاومة بحملات تمشيط وقمع طالت كافة الجهات، مثل الوطن القبلي (أحداث تازركة وبني خيار وقليبية وحمّام الغزاز…) وكذلك جهات الساحل والقيروان وبنزرت. كما حوكم حوالي ثلاثة آلاف تونسي صدرت في شأنهم أحكام قاسية من إعدامات وأشغال شاقة…
  • وأمام تصلّب المقاومة واشتداد وتنوع الجبهات على فرنسا (اندلاع الثورة الجزائرية وقيام حرب “الهند – الصينية) أعلن بيار منداس فرانس في 31 جويلية أمام محمد الأمين باي إستعداد فرنسا لمنح تونس الاستقلال الداخلي.
  • وإذ أستعرض اليوم أحداث ذكرى ثورة 18 جانفي 1952، حتى لا ننسى شهداء الوطن الأبرار ونستذكر ما أقدم عليه المقاومون والمناضلون من تضحيات جسام وبطولات خالدة مكّنت الأجيال المتعاقبة من أن تنعم بالحرّية وفق تقرير لأسامة الراعي…

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.