حول تداول عبارات الشماتة بقوة في حريق كاليفورنيا، هيثم المكي يكتب…

تحت عنوان “الشماتة في ضحايا حرائق كاليفورنيا ما تطرحش (فقط) مشكل أخلاقي، بل أزمة أكبر بكثير، حضارية و وجودية”، علق الكرونيكور هيثم المكي مساء اليوم الأحد 12 جانفي بما يلي عبر صفحات التواصل الاجتماعي و باللهجة التونسية:

“هذا علاش العرب قعدوا متخلفين و مستضعفين، و الغرب طائر بينا طيران، من جميع النواحي.

“الغرب يقرا و يخدم، يبحث و يتطور، ينتج و يتقدم، و بقوته العلمية و الاقتصادية و التكنولوجية و العسكرية، يهيمن، و يستعمر، و يسيطر.

“العرب… يتبعوا الخرافات، و يدعيو على الغرب بالدمار، و يفرحوا بالكوارث الطبيعية على أساس عقاب إلهي، و في نفس الوقت يكركروا و يبهاموا، يزدادون تخلفا و ضعفا، و يوليو عرضة لأكثر هيمنة و استغلال و استعمار.

“الخرافات ماهيش الدين. الخرافات هي تخيلات شعبية، ساعات يلصقوها في الدين. حتى شيء في الدين ما يقول أن حرائق كاليفورنيا (أو غيرها) هي عقوبة إلهية، لكن قناعة الناس بالفكرة يكسبها طابع المعتقد الديني الراسخ، اللي ما يقبلش النقاش.

“قل لهم علاش كاليفورنيا موش تل أبيب ؟
ما ندروش.
“قل لهم علاش كاليفورنيا بالذات، أكثر ولاية أمريكية فيها تحركات مساندة للقضية ؟
ما ندروش.

“و هذا موش جديد. في تسونامي 2004، ماتوا أكثر من 200 ألف شخص، خاصة في أندونيسيا. مسلمين. مئات ملايين العرب كانوا مقتنعين بنظرية العقاب الإلهي. علاش ؟ لقاو لها تخريجة : خاطر فمة برشة “شذوذ” غادي.

“و علاش موش إسرائيل ؟
حكمة ربي.
ايه هاك فهمتها حكمة ربي كي عاقب أندونيسيا، شبيك ما فهمتهاش كي ما عاقبش إسرائيل ؟
أكهو، حكمة ربي.

العرب يسخايلوا ربي كيفهم، يغضب من “الشذوذ” أكثر من اللي يغضب من الظلم و الإجرام و الاستعمار و غيرهم من الفضائع، و يسمع بفيلم أمريكي مسيء للرسول، يمشي يحرق سفارة ألمانيا.

“حتى في الغرب فمة برشة ناس متدينين، من جميع المعتقدات و الطوائف، لكن الحياة العامة يحكمها العقل، و الواقع، و خاصة : العلم.
“الخرافات حدها قصص الأطفال، و الاستثناءات قليلة جدا. أنصار نظريات المؤامرة و الأرض المسطحة و مشتقاتهم من البهامة المعلبة يقعدوا أقلية، و موضوع مسخرة.

“و النتيجة واضحة: استعمار و إبادة بشعة على المباشر قدام العالم، و العرب يتفرجوا. آخرتهم يعيطوا شوية و ما يوصلوا لشيء، و برشة منهم شركاء في الجريمة و خيانتهم واضحة للعيان، مع سابق القصد و الإصرار.
“و هانا نتشمتو في أكثر ناس وقفت معانا، و نبوسو في يدين الخونة و شركاء المجرمين.

أ”غلبية الصور و الفيديوات اللي ننشرو فيها باش نتشمتو مفبركة، مخدومة بالذكاء الاصطناعي، متاع الغرب. ولاية كاليفورنيا هي خامس أقوى كيان اقتصادي في العالم، و مهد الشركات العملاقة اللي تتحكم تقريبا في عقول الإنسانية توة، و اللي قاعدين نحكيو مع بعضنا و نتشمتو من خلال منتوجاتها، اللي ولات حياتنا مستحيلة من غيرها.
“ما فماش منظر أكثر سخافة و إثارة للإزدراء من عربي يتشمت في بلاد السيليكون فالي :
via Facebook for iPhone.

“غزة تقريبا تفسخت من الخريطة، و القضية في طريق التصفية، بلدان العرب الكل تقريبا يحكموا فيها طغاة، أغلبهم خونة و ظالمين و سراق، يقودوا فيها نحو المزيد من الضعف و التخلف، إلا من رحم ربك، و عطاه البترول. و هاذوكم أول ناس خانوا و باعوا كل شيء.

“نخدمو ؟ نتطورو ؟ نثورو ؟
لا، نتشمتو، و نقنعو رواحنا اللي ربي تو يخلص كل شيء.

“قل لهم هيا نبدلو عقلياتنا، هيا نخممو، هيا نصلحو ؟
لا خويا، أحنا هكة، و نحبو نقعدو هكة. عندنا خصوصية، عندنا معتقدات، عندنا تاريخ، و عادات و تقاليد، نحبو نقعدو هكة. إنتي مفتون بالغرب ولا يخلصوا فيك ولا عميل، أحنا فخورين بتخلفنا و ضعفنا و بهامتنا، و نحبو نقعدو هكة.

“مستحيل يتحسن حال أمة ترفض التطور. باش نقعدو في الحضيض، حتى يجي نهار و نقررو أننا نتبدلو. و كان صدقني ربي، حتى ربي قال هكة… أما نحنا ما نحبوش”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.