المسرح الوطني التونسي يدشّن فضاءات جديدة لدعم الإبداع وتطوير الفن الرابع

افتتح المسرح الوطني التونسي، مساء الخميس 13 فيفري، مجموعة من الفضاءات الجديدة بمقره الرئيسي في قصر المسرح بالحلفاوين، الذي يعدّ أحد المعالم التاريخية البارزة في المدينة العتيقة بالعاصمة. وقد شهد حفل التدشين حضور نخبة من أهل المسرح والثقافة والإعلام.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد المدير العام للمسرح الوطني التونسي الدكتور معز المرابط، أن هذا المشروع يأتي تتويجا لجهود متواصلة للحفاظ على الهوية الثقافية لهذا المعلم التاريخي مع تطويره ليواكب احتياجات الفعل المسرحي الحديث. وأوضح أن أشغال التهيئة شملت الطابق السفلي، حيث تم تجديد “الأوديتوريوم” (قاعة برنار توران سابقا) وأستديو “علي بن عياد” الذي تم إحداثه بدعم من جمعية عبد الوهاب بن عياد، إلى جانب البهو الرئيسي الذي أصبح يحتضن معرضا دائما للأزياء المسرحية والصور التاريخية للمسرح التونسي.

أما في الطابق الأول، فقد تمت تهيئة فضاءات مثل “بهو الحبيب المسروقي” و”القاعة الشرفية محمد إدريس” و”قاعة حبيبة مسيكة” و”ورشة السينوغرافيا قيس رستم”، بالإضافة إلى مكتبة جديدة تهدف إلى إثراء البحث المسرحي. كما خُصّص الطابق العلوي لاحتضان استديو “المنصف السويسي”.

وإلى جانب هذه الفضاءات، شملت الأشغال تجهيز ورشات الديكور والملابس وتأثيث المكاتب، إلى جانب توفير بيئة عمل متطورة للمدرسة التطبيقية للحرف المسرحية، التي تواصل توسيع أنشطتها عبر إدراج اختصاصات جديدة مثل السّيرك الفني والرقص وتقنيات الركح.

وفي إطار التوسّع المستقبلي، أشار المرابط إلى أن العمل جارٍ على استكمال الإجراءات اللازمة لتهيئة فضاءات جديدة، من بينها كنيسة باب الخضراء وقصر صاحب الطابع بالحلفاوين، لاحتضان مشاريع إقامات فنية وبرامج أكاديمية في المسرح وفنون العرض.

في سياق متصل، أشادت المديرة العامة لمؤسسة “ميكروكراد” وممثلة جمعية عبد الوهاب بن عياد عواطف مشري بأهمية هذه المبادرات في دعم الثقافة والفنون، مؤكدة أن مثل هذه المشاريع تفتح آفاقا جديدة للمبدعين في مجالات التكوين والإبداع وتعزز من دور المسرح الوطني كمؤسسة ثقافية رائدة.

وتمّ خلال حفل تدشين هذه الفضاءات الجديدة، توزيع شهادات التخرج على الدفعة التاسعة من طلبة المدرسة التطبيقية للحرف المسرحية (2022-2024)، الذين أكملوا تكوينهم في اختصاصات متعددة ضمن “مدرسة الممثل”.

وجدير بالذكر أن المسرح الوطني التونسي هو مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية تأسست عام 1983، وتنضوي تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية. وتتوزع أنشطته بين قصر المسرح بالحلفاوين وقاعة الفن الرابع بشارع باريس وسط العاصمة.

ويعتبر “قصر المسرح – قصر خزنه دار” المقر الاجتماعي لمؤسسة المسرح الوطني التونسي. ويعود تشييده إلى سنة 1860 على يدي الوزير الأكبر مصطفى خزنه دار (1817 – 1878) ويقع في الزاوية الشمالية الشرقية من ساحة الحلفاوين غير بعيد عن قصر وجامع صاحب الطابع.

وقد أنجزه عمال ايطاليون وفقا للنمط المعماري السائد وقتئذ في إيطاليا، مع إضافة لمسات من الطابع التقليدي التونسي في تناسق مع المحيط المعماري للمنطقة. ويمتدّ هذا المعلم على مساحة 1800 متر مربع ويحتوي على حديقة وثلاثة طوابق.

وتحول القصر من سنة 1895 إلى سنة 1903 إلى مستشفى ثم إلى مدرسة ابتدائية من سنة 1912 إلى سنة 1986. كما وقع استغلاله خلال الحرب العالمية الثانية كمركز لتوزيع الحليب لفائدة الجالية الإيطالية بتونس. وفي سنة 1988 تم تخصيص قصر خزنه دار ليكون مقرا رسميا للمسرح الوطني التونسي بالإضافة لاحتضانه نشاط المدرسة الوطنية لفنون السيرك بين سنتيْ 2003 و2016. ومنذ سنة 2014، أصبح يضمّ المدرسة التطبيقية للحرف المسرحية.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.