صادق شعبان يكتب تحت عنوان: “و يقولون انه مجنون …”

أستاذ القانون الدستوري، صادق شعبان، وزير العدل و التعليم العالي في عهد بن علي قال اليوم الخميس 27 فيفري عبر التدوينة التالية التي نشرها على حسابه الخاص بالفايسبوك رأيه في الرئيس الأمريكي:


“و يقولون أنه مجنون…”
“لقد أثبت أننا نحن الاغبياء … أتحدث عن دونالد ترامب ، Donald Trump ، رئيس أمريكا العائد …

عاد بقوة ليقلب كل الموازين القيمية و السلوكية السياسية … غيّر العالم في أسابيع … و أربع سنوات قد تكون كافية ليكون تنظيم العالم مختلفا عما هو عليه منذ الحرب العالمية الثانية …

أزاح قوالب الأمم المتحدة … عرّى نفاق أوربا … علّق كل المساعدات الأمريكية … سحب المال من شركات حقوق الإنسان … ضرب الشذوذ الجنسي …

لا حماية عسكرية دون دفع الكلفة، و الحلف الأطلسي معطّل ، و مجلس الامن كذلك ، و يطالب بفاتورات قديمة … شعاره : مصلحة أمريكا هي الأولى…

قد يكون أفاق العرب على واقع جديد و أتمنى ان يستفيقوا …

الأمس قال إنه يريد أن يجعل أمريكا وطن الاغنياء … و قد يستقطب” أفضل” اغنياء العالم … فمن يستثمر 5 مليون دولار يحصل مستقبلا على الإقامة الدائمة و يفتح أمامه باب المواطنة الأمريكية …

ألم يكن الشعار الذي انتخب من اجله
” جعل أمريكا عظيمة كما كانت “
Make America Great Again …

ليتنا نفهم كل هذا …

كاتون Caton عضو مجلس الشيوخ في روما قرنين قبل المسيح وقف رافعا ثمرة تين قائلا للمجلس : هذه الثمرة تباع هنا أمام باب مجلسنا في قلب روما و هي آتية من قرطاج … أقول لكم ما دامت قرطاج قوية اقتصاديا و بضاعاتها في اسواقنا سوف تكون قوية عسكريا و سوف تعود بعد الانهزام و لذا ” يجب أن تدمر قرطاج “…
dalenda est Carthago

ترامب عرف هذه الحقيقة … أمريكا قد تفقد زعامة العالم لو تضعف اقتصاديا … الخطر الأول أمامها هو الصين ، الصين التي بدأت تصعد اقتصاديا منذ عقود و هي تبرز تكنولوجيا الآن و في الغد القريب تقوى عسكريا و قد تتربع على عرش العالم …

لا يمكن خلق القوة التكنولوجية و العسكرية دون اقتصاد قوي …

لذا كل السياسات يجب أن تتمحور حول تقوية الاقتصاد الأمريكي : اعادة الصناعات التي هجرت أمريكا ، ضخّ المال في الصناعات الواعدة ، استقطاب افضل الاغنياء ، خفض الاداءات و لا أداء على الثروة ، خفض عدد الموظفين و إخضاعهم للتقييم ، غلق الوكالات الادارية غير المربحة ، فرض الضرائب على السلع الواردة ، إستهواء المهاجرين “النافعين” و طرد البقية ( و هذا اكبر خطر على الدول الأخرى ضعيفة و قوية ) …

قد نعيب عليه الطريقة … و التعالي و العجرفة و الخروقات … لكن من حيث الأصل تلك هي سياسته سواء طبّقها بصورة صلبة أو بصورة مرنة …

روسيا بالنسبة اليه ليست الخطر … بل يجب كسبها حتى لا تتحالف مع الصين … و السعودية ثروة كبرى يجب كسبها و توظيفها … و كل سياسيته تفهم من منظور السبق الاقتصادي …

الاقتصاد الاقتصاد الاقتصاد …

بالغ دون شك في معاداة القانون و الحق و ما كان يحتاج الى هذا… لكن اثبت ان القوة تعطي أكلها … و المال قوّام الأعمال …

لا قوة لأية أمة دون اقتصاد قوي …

متى نعرف هذا…”.

أ.د الصادق شعبان
27 فيفري 2025

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.