التيار في عيد المرأة: “نرفع الصوت ضد تراجع المكتسبات وتصاعد القمع الذي يستهدف النساء”

نص البيان/ من ثورات الربيع العربي إلى انتفاضات نساء فلسطين الأبية، ومن نضالات العاملات في القطاع الفلاحي ضد الاستغلال إلى نضالات المهاجرات في وجه العنصرية، يحل علينا اليوم العالمي للمرأة الموافق للثامن من مارس كتاريخ محفور في ذاكرة النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة.،إنه يوم نرفع فيه أصواتنا عالية، متحدات مع نساء تونس ونساء العالم، ومع كل قوى التحرر والإنسانية، لنؤكد أن معركتنا ضد التمييز والاستغلال والاضطهاد لا تزال مستمرة، ولنذكر الجميع بأننا شريكات في بناء المستقبل، وأن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، من إرادتنا الجماعية والتضامن الذي يجمعنا عبر اختلافاتنا، وأن الطريق نحو الكرامة الحقيقية للنساء لا يتحقق بالشعارات، بل بالسياسات العادلة، بالقوانين الرادعة، وبإرادة لا تلين أمام محاولات الرجوع بنا إلى الوراء.

اذ نحتفي اليوم بانجازات النساء وننحني اجلالا للتونسيات اللواتي كسرن القيود وأسهمن في رسم ملامح الدولة المدنية الديمقراطية من خلال تاريخ من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية والقانونية، إلا أن هذا الإحتفال لا يعني غفلة عن المكتسبات المهددة حيث ما زلنا نواجه اليوم عنفا منظما، وتهميشا اقتصاديا متصاعدا، وقوانين مجحفة وقمعية، ومحاولات مستمرة لتقويض مكاسب النساء.
نحن، مناضلات حزب التيار الديمقراطي، من نحمل ذاكرة الأمس بكل ما زخرت به من تضحيات الرائدات اللواتي حفرن طريق الحرية بظفر ودم، من نحمل وعي الحاضر بضرورة مواصلة المقاومة ضد كل محاولات التراجع عن المكتسبات تحت شعارات شعبوية زائفة، و من نحمل حلم الغد بتونس أفضل تصان فيها كرامة كل النساء دون تفرقة، يهمنا بهاته المناسبة أن :

‪ـ ‬ نجدد التزامنا الثابت بالدفاع عن حقوق جميع النساء، بما فيهن الناجيات من العنف اللواتي كسرن جدار الصمت، المنسيات في الأرياف والأحياء الشعبية المحاصرات بالفقر والتهميش الممنهج، والعاملات في القطاعات الهشة، المهاجرات، النساء ذوات الإعاقة والمعتقلات اللواتي تدفعن ثمن شجاعتهن خلف قضبان سجون النظام . كما نرفض أن تختزل مطالبنا إلى تمكين هش تحت رعاية مؤسسات تكرس آليات العنف البنيوي نفسه.

ـ ندعو لضرورة وضع حد جذري لكافة أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك ايلاء ظاهرة تقتيل النساء الاهمية القصوى والتعامل معها كجريمة خاصة. كما نطالب بتفعيل سياسات وإجراءات شاملة تكرس حماية حقوق المرأة وتوسع مشاركتها في كل مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ـ نرفض أن تتحول مناسباتنا إلى مسار دعائي يسوق من خلاله النظام لنفسه كمدافع عن حقوق النساء بينما يكمم أفواه الناشطات ويبرر انتهاكاته باسم محاربة الفساد . كما نطالب بإطلاق سراح كافة معتقلات الرأي والتعبير، ووقف الملاحقات السياسية الكيدية ضد المعارضات للنظام .

في هذا اليوم، نؤكد أن الحقوق لا تمنح، بل تنتزع، وأن مسيرة النضال النسوي ليست لحظة عابرة بل حركة متجذرة، ممتدة، وماضية بلا رجعة نحو فضاء أكثر عدلا وأمانا للنساء.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.