أنتجت شركة سيباريو للانتاج الفني مؤخرا وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية مسرحية “تيدينيت”وهي عن النص للكاتب حافظ محفوظ وسينوغرافيا و إخراج حافظ خليفة وموسيقى واغان للفنان سامي دربز وتوزيع موسيقي لرامي المكوّر وعزف على آلة التيدينيت للشيخ ولد الداه ولد آبة حيث أنه في رؤية مجددة على مستوى النص والسينوغرافيا والاخراج قدم المخرج حافظ خليفة هذه المغامرة المسرحية الجديدة الموجهة للاطفال لتقدم طرحا جديدا لمفهوم الفن والتكافل والقيم النبيلة من خلال التراث الصحراوي وحكايات المجتمع الحساني.
وتستمد المسرحية اسمها “التيدينيت” من الآلة الموسيقية التقليدية التي تعكس جزءاً مهماً من التراث الثقافي في مناطق الصحراء الغربية، خاصة في موريتانيا والمناطق المجاورة حيث تعتبر التيدينت أحد الوسائل الهامة للحفاظ على التراث الشعبي، حيث تلعب دوراً في إبراز تقاليد وثقافة المجتمعات الصحراوية ومع مرور الزمن، أصبحت هذه الآلة جزءاً من الهوية الثقافية للأجيال الجديدة، وذلك من خلال الاستمرار في استخدامها في سرد الحكايات وتعليم الأطفال والعائلات القيم التي تحتوي عليها القصص. وقد اعتمد حافظ في العملية الاخراجية للمسرحية على تقنية الرسم بالرمال لأول مرة لتشكيل سينوغرافيا مباشرة تتماشى وأحداث المغامرة المشوقة حيث جاءت سينوغرافيا العمل مباشرة ذات صور مشهدية حية حينية إضافة إلى أقنعة وعرائس خيال الظل، مع مراوحة حية لحكواتي يحيل إلى هيبة المكان والفضاء الساحر الجميل في قلب الصحراء مع مرافقة موسيقية أصلية من الثقافة الحسانية للفنان الموريطاني محمد ولد آبة الموريطاني وموسيقى مبتكرة مصاحبة لفنان الطفولة سامي دربز. وما اعتماد حافظ خليفة على سينوغرافيا رقمية بتقنية الرسم بالرمال للمبدع الحبيب الغرابي إلا ليكون تعبيرا حيا على أهمية التواصل المباشر مع الطفل لخلق صور حية تفاعلية تنمي خياله وتغذي احاسيسه بطريقة تجانس بين اللعبة المسرحية والحدث والسينوغرافيا والتمثيل وخيال الظل لخلق الجانب الفرجوي والمتكامل على مستوى الجمالية شكلا ومضمونا. وقد شاركت في هذا العمل جميلة كامارا والعروسي الزبيدي وفاطمة الزهراء المرواني ونزهة حسني في التمثيل وفي تحريك العرائس مفيدة المرواني وكمال زهيو وفي صناعة العرائس وليد وسيعي والرسم بالرمال حبيب الغرابي واضاءة وتوضيب عام لكمال زهيو وازياء ماجدة محجوب.
منصف كريمي
شارك رأيك