مهما كانت ملابسات اتفاقيًات العار التي كبًلت تونس بجحافل المهاجرين من جنوب الصحراء وعرًضت أبناءنا في المهجر إلى المطاردة و الترحيل القسري الجماعي فالإرادة الوطنية الصادقة قادرة على إلغائها كما صمد شهداء الاستقلال و ألغوا معاهدة الحماية التي مهما لطًف البعض من شأنها فقد فتحت أبواب استعمار استيطاني شرس و مقيت
إلياس القصري

إشكالية الهجرة و مضاعفاتها الخطيرة على الأمن القومي وسلامة عشرات الآلاف من التونسيين في عديد البلدان الأوروبية الذين أصبحوا مهدًدين بالملاحقة و الطرد الجماعي، أصبحت من أوًل مشاغل الرأي العام و السياسيين في تونس.
و ما فاقم في تعقيد هذه الإشكالية و مزيد توتير الأجواء التوظيف و التراشق بالمسؤوليات و التهم، من جراء الغموض السائد حول تاريخ وحيثيًات التعهدات الدولية التي قطعتها على نفسها السلطة التونسية تجاه الأطراف الأوروبية.
فمع الاعتراف أنه ليست هناك أي اتفاقية دولية غير قابلة للمراجعة أو الإلغاء إذا انجرًت عنها مخاطر جسيمة و مساس بالمصالح العليا لأحد الطرفين حانت ساعة الشفافيًة و مرحلة تحديد الظروف و الملابسات و المسؤوليًات عن هذه التعهدات التي ألحقت أضرارا جسيمة بتونس و بأبنائها في المهجر مع وجوب المساءلة كي لا يفلت مرة أخرى سوء التقدير والإخلال بالمصالح الوطنيًة من العقاب إضافة الى وجوب اتخاذ الإجراءات القانونيًة والترتيبيًة الكفيلة بمنع تكرار ما يبدو انحرافا بالسلطة و المسؤولية مستقبلا.
ومهما كانت ملابسات اتفاقيًات العار التي كبًلت تونس بجحافل المهاجرين من جنوب الصحراء وعرًضت أبناءنا في المهجر إلى المطاردة و الترحيل القسري الجماعي فالإرادة الوطنية الصادقة قادرة على إلغائها كما صمد شهداء الاستقلال و ألغوا معاهدة الحماية التي مهما لطًف البعض من شأنها فقد فتحت أبواب استعمار استيطاني شرس و مقيت.
الوطنيًة الصادقة تحتًم الذود على سيادة البلاد وكرامة أبنائه في المهجر مهما كانت وضعيًتهم فهم أوًلا و بالذات ضحايا الفساد و سوء الحوكمة و انعدام الرؤية المستقبليًة في بلادهم.
فلا أحد يرمي بنفسه في غمار البحر و التهميش و الاستعباد في المهجر إذا توفًرت له سبل العيش الكريم بين أهله و ذويه.
فلا نزيد الى مسؤولية فشل سياسات التنمية رمي أبنائنا لقمة سائغة للمتعطًشين للتًنكيل بالأجنبي خصوصا اذا كان عربيًا و مسلما.
فحتًى من لم يكن مسؤولا على إبرام اتفاقيًات العار يتحمًل مسؤوليًة جسيمة أمام التاريخ و البلاد و العباد إن لم يقاومها و لم يعمل كلً وسعه لإبطالها و الغائها.
شارك رأيك