في التدوينة التالية التي نشرها مساء اليوم الجمعة على صفحات التواصل الاجتماعي، عبر الدكتور رفيق بوجدارية، رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة عن مدى تضامنه مع الأطباء الشبان في دفاعهم عن حقوقهم المشروعة خلال تحركهم اليوم بباب سعدون بالعاصمة و جميعهم رافضون القرارات التسويفية:
“أنا متضامن و مآزر و موافق و مدافع على حقوق الأطباء التونسيين الشبان، لأن لهم على هذه الدولة حقوقا مشروعة . كلهم من المعاهد النموذجية، و دخلوا بجدارة الى كليات الطب و عندما أصبحوا داخليين ثم مقيمين بعد مناظرة…إستفاقوا على واقع لم يكن يوما ضمن أحلك أحلامهم.
تجدهم في المستشفيات في الليل و أيام الأحد … أغلبهم بنات ..أبناء الطبقات المتوسطة و الشعبية من كل المدن و القرى و من الريف ..حالمين متفوقين و مثابرين لكنهم يعملون في ظروف صعبة للغاية و بمستوى تأجير متدني .. تختم الدراسة عندهم بخدمة مدنية في مدن بعيدة و برواتب زهيدة!! لا تحقق لهم الكرامة..
و بعد نقول جميعا بحسرة: علاش طبتنا يهاجرو ؟؟ ما تخليوهمش أمنعوهم!
بالله عوض المنع حاولو شدوهم بتحسين ظروفهم و تأجيرهم … الثورة الصحية أفعال موش كلام”.
………………………
و جاء ما يلي في بيان نقابي بتاريخ يوم أمس الخميس 1 ماي:
في ظل استمرار” سياسة التهميش الممنهج التي تطال مختلف قطاعات البلاد، لم يعد خافيًا أن الدولة تتعامل مع الكفاءات العلمية وعلى رأسها طلبة الطب والأطباء الشبان بمنطق الاستغلال والإهمال، متجاهلة عمق الأزمة التي
تعصف بالقطاع الصحي منذ سنوات نتيجة التهميش للقطاع العمومي تطبيقا لبنود صندوق النقد الدولي.
ففي الوقت الذي يُفرض فيه على الطبيب الشاب تحمل أعباء المنظومة الصحية المنهكة، لا يتجاوز أجر ساعة عمله ثلاث دنانير، أي أقل من الحد الأدنى للأجور، في مشهد فاضح من مشاهد الاستهتار بقيمة العمل الطبي وبالحق في الصحة.
ولم تكن جائحة كورونا سوى دليل إضافي على أن هذا الشعب لا ينهض إلا بأبنائه، خاصة حيث تصدى الأطباء الشبان حينها بشجاعة ومسؤولية للكارثة، دون أن تُقابل تضحياتهم بأي خطوة إصلاح جادة للقطاع.
ان سلطة الاشراف لطالما غفلت عن أن معركة التعليم والحق في الصحة هما معركتان متكاملتان في وجه نفس السياسات التي أنتجت الرداءة والانهيار.
وأمام تواصل نضالات المنظمة الوطنية للأطباء الشبان بالإعلان عن إضراب عام شامل للقطاع بتاريخ 2 ماي 2025 رفقة مسيرة وطنية نحو وزارة الصحة وذلك اثر عدة نضالات سابقة على غرار
الاضراب الوطني الشامل الناجح بتاريخ 21 أفريل 2025 واستمرار سياسات التسويف واللامبالاة الممنهجة من سلط الإشراف في جلسة التفاوض الرسمية مع المنظمة بتاريخ 28 أفريل 2025
، وعليه فإن المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام لطلبة تونس يعبّر عن :
دعمه المطلق واللامشروط لتحركات الأطباء الشبان وطلبة الطب من أجل افتكاك حقوقهم المادية والمهنية.
تحميله كل سلط الإشراف كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع وتعطيل أي أفق للاصلاح في كل القطاعات بشكل عام وقطاع الصحة بشكل خاص.
دعوته كل مناضلات ومناضلي الاتحاد إلى الالتحاق بكافة التحركات الميدانية، ودعم كل أشكال التصعيد السلمي التي تقررها الهياكل النقابية الطبية على غرار الاضراب العام الشامل والتحرك الاحتجاجي المنظم يوم غد الموافق ليوم الجمعة 02 ماي 2025 على الساعة العاشرة صباحًا، انطلاقًا من كلية الطب بتونس وصولاً لمقر وزارة الصحة بباب سعدون
تأكيده أن النهوض بالقطاع الصحي ليس مطلبًا فئويًا، بل واجب وطني مرتبط ارتباطًا وثيقًا بضمان الحق في العلاج لكل التونسيات والتونسيين.
اعتباره أن وقف نزيف هجرة الأدمغة، وخاصة الأطباء، لا يكون بالشعارات الفضفاضة بل بإجراءات فعلية تُعيد الاعتبار للقيمة العلمية والاجتماعية للطبيب الشاب.
إن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع بنضال واعٍ وتنظيم ثابت.
عن المكتب التنفيذي* الوطني
للاتحاد العام لطلبة تونس
الامين العام: محمد أولاد محمد
شارك رأيك