المجمع التونسي يصدر مؤلّفا جماعيا تكريميا للأستاذ عبد المجيد الشرفي

أصدر المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” مؤخّرا كتابا جماعيّا بعنوان “في رهانات التحديث” تحت إشراف الأستاذ المنصف بن عبد الجليل يتضمّن فعاليات ندوة تكريميّة نظّمتها أكاديميّة بيت الحكمة بتاريخ 23 و24 ماي سنة 2022، تكريما لرئيسها السابق الأستاذ عبد المجيد الشرفي.

ويوثّق المؤلّف رحلة مفكّر تحديثيّ آل على نفسه مقاومة كل فكر دغمائي، ممّا جعله أحد أبرز التحديثيين وطنيّا وعربيّا وفقا لجلّ الدّراسات والشهادات المجمعة على أنّه ليس مجرّد رمز من الرموز التحديثيّة، بل هو مؤسّس مدرسة أضحت مشعّة خارج الحدود التونسيّة. فلم يستخدم غريب اللفظ إلاّ عند الضرورة المعرفيّة التي تستوجب اعتماد بعض المفاهيم، كما أنّه لم يلجأ إلى المواقف التلفيقيّة باسم التوفيق والتقيّة الحتميّة. لذلك أنشأ جيلا متأثّرا بنسقه الفكري، وهذا ما أكّدته شهادات أكاديميين وباحثين اعتبروا مقارباته ودروسه في رحاب الجامعة مرجعيّات ألهمت وأحدثت ثورات في مساراتهم الفكريّة.

وعلى الرّغم من تنوّع عناوين الدراسات الواردة في الكتاب واختصاصات الكتّاب وأصحاب الشهادات أجمع كلّهم على المنهجيّة العلميّة التي تميّز كتاباته، إيمانا منه بضرورة مواكبة جديد البحوث العلميّة سعيا إلى القطع مع الفهم الأسطوري طالما أنّ جميع الظواهر المدروسة قابلة للتفسير العلمي. وما هو غير قابل للتفسير العلمي اليوم قد يفسّر علميّا لاحقا، كما يتّفق جميعهم على أنّ الأستاذ عبد المجيد الشرفي يراهن في كلّ كتاباته منذ لبناته الأولى على الفكر الحر، رفضا لأيّ شكل من أشكال الوصاية.

وفي هذا الصدد ركّزت جل المقالات على نزعته التحديثيّة الموظّفة لجديد المناهج العلمية والمقاربات الفلسفيّة، فكان حفّارا معرفيّا لا يخشى المحظور أيّا كانت طبيعته، فكل القضايا بالنسبة إليه قابلة للتأويل الذاتي طالما أنّ العقل ملكة إنسانيّة لا يحقّ لأيّ كان احتكارها، كما لا يجوز حسب أعماله الفكريّة أيّ شكل من أشكال الوصاية.

كذا هو عبد المجيد الشرفي مسيرة فكريّة استثنائيّة تستوجب مقاربات متنوّعة سعيا إلى الإلمام بأبرز تفاصيلها، وفي هذا السياق يتنزّل الكتاب. 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.