في ركن حتى لا ننسى على صفحات التواصل الاجتماعي، كتب استاذ الموسيقى و المؤرخ أسامة الراعي لمحة عن حياة الاعلامية الفقيدة زينب فرحات المسرحية و المناضلة التسوية ما يلي:
توفيت في مثل هذا اليوم 18 ماي من سنة : 2021 – زينب فرحات، إعلامية ومسرحية ومناضلة نسويّة، فهي “مفرد بصيغة الجمع”.
- زينب فرحات : ولدت في 14 ديسمبر 1957 – توفيت في 18 ماي 2021، (64 سنة).
- ولدت بتونس العاصمة وزاولت دراستها الإبتدائية ثم الثانوية بمعهد نهج الباشا، والعليا بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار بتونس حيث تحصلت على الإجازة سنة 1985.
- وكانت قد فقدت والدها المدرّس والنقابي الصحبي فرحات سنة 1963 بعد اتهامه بالمشاركة في محاولة الانقلاب سنة 1962… حدثٌ كان له الوقع الخاص في نفس زينب التي قرّرت عدم الانتماء إلى حزب سياسي والحفاظ على استقلاليّتها وحريتها دون الاستقالة من الشأن العام ومن مشاغل الوطن.
- كانت صوتًا متحرّرُا من كل القيود، فكانت تدافع عن حقوق المرأة التونسية في المحافل المحلية والدولية، وواحدة من أبرز الناشطات في جمعية النساء الديمقراطيات التي كانت شقيقتها الراحلة صفية فرحات واحدة من مؤسساتها.
- و”النساء الديمقراطيات” جمعية حداثية تنادي بحرية المرأة وبحرية التونسيين من الاستبداد، لذلك كثيرًا ما كانت تتعرض الناشطات فيها للمضايقات البوليسية والمحاكمات الكيديّة.
- كانت زينب فرحات أيضًا إعلامية، حيث عملت من سنة 1985 حتى حدود سنة 1995 في صحيفة “Le Temps” التونسية اليومية الناطقة بالفرنسية، ومراسلة لإحدى القنوات الأجنبية، وكانت مدافعة شرسة عن القضية الفلسطينية، فقد ارتبطت بعلاقات كبيرة مع أبرز القيادات الفلسطينية إبّان إقامتها في تونس، إذ كانت مثلاً صديقة للراحل القيادي الفلسطيني أبو إياد، كما أجرت حواراً مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات خلال إقامته بتونس. وقد ذكرت في إحدى المناسبات إنها كانت مضطربة وخائفة جداً، وهو ما أدركه الزعيم الفلسطيني الذي حاول تهدئتها لتجري حوارها معه بكل ثقة في النفس.
- كانت زينب فرحات أيضاً مسرحيّة معروفة من خلال إداراتها وزوجها الفنان المسرحي الكبير توفيق الجبالي للفضاء الثقافي “التياترو” الذي أسّساه سنة 1987، وهو فضاء كان الملجأ لكل المثقفين التونسيين الذين كانوا يواجهون محاولات السلطة احتواءهم، فكان “التياترو” متنفساً لحريتهم.
- ويكفي أن نذكر المسرحيات التي أنتجها الفضاء، ومن أشهرها مسرحيات “كلام الليل” والاحتفالات السنوية بذكرى الفنان الملتزم الشيخ إمام، في زمن كانت أغانيه ممنوعة في تونس. لكن زينب فرحات لم تكتفِ بالاحتفال بالذكرى السنوية للفنان، بل أُطلِق نادٍ موسيقي باسمه.
- فضاء التياترو، ذاكرة الثقافة المناضلة التونسية، كان تعبيراً عن نفسٍ ثوري حرّ تعرض زينب وتوفيق للمضايقة الأمنية بسببه؛ وقد احتضن الفنانين إبّان أحداث جانفي سنة 2011.
- وزينب فرحات قِيمة وقَامة نسويّة تونسية خلّف رحيلها لوعة لدى كل من عرفها من الإعلاميين والفنانين والناشطات النسويات في تونس والعالم، حيث اعتبر الجميع وفاتها خسارة للساحة الثقافية والإعلامية والحقوقية والنسوية التونسية.
- توفيت مساء يوم 18 ماي 2021 بعد معاناة مع مرض السرطان”.
اسامة الراعي
شارك رأيك