تصاعد شيطنة الرأي المخالف من جميع الاتجاهات، رجاء بن سلامة تعلق…

حملات عبر تدوينات عنيفة تسطو على صفحات التواصل الاجتماعي و هذا يتهم ذاك و هذا متعصب لارائه الراكدة التي لا تخضع للتغييرات ليصب جام سخطه على ذلك…و هذا مع هذا و هذا يسب هذا…. و في اخر المطاف، كل هذا يصب في مصلحة من و تونس تئن قهرا من أبنائها؟ فهل مازال فضاء للتعقل؟… بكل عقلانية، الكاتبة رجاء بن سلامة تعلق عبر تدوينة نشرتها مساء اليوم على حسابها الخاص بالفايسبوك:

“التّعصّب والشّيطنة يمينا ويسارا و”مسارا”
ليس التّعصّب وشيطنة المخالف في الرّأي حكرا على اﻹسلاميّين كما قد يتبادر إلى الذّهن بل. إنّهما نواة فاشيّة مبثوثة في عديد التّيّارات، منذ ما قبل 14 جانفي 2011 إلى اليوم. إنّه العنف اللّفظيّ والمعنويّ الذي عشناه في السّابق وظلّتـ بعض مظاهره لامفكّرا فيها، والعنف اللّفظيّ والمعنويّ الذي نعيش على وقعه في اﻹعلام والوسائط الاجتماعيّة.
وهذه بضعة أمثلة :
1/ذكريات من عهد الشباب
شهدت وأنا طالبة بدار المعلّمين العليا بسوسة عنف اﻹسلاميّين عندما أرادوا منع المفطرين في رمضان من دخول المطعم، لكنّني رأيت ايضا مشهدا مرعبا لم أنسه : يساريّون، منهم الوطديّون الذين يساندون النّظام الحالي-قبضوا على طالبة دستوريّة وأرادوا تعنيفها بقصّ شعرها. أذكر أنّني بكيت، وجريت أبحث عن منقذ. لا أدري ما حدث بعد ذلك.
وهناك مشاهد أخرى تخصّني، لن أذكرها اﻵن، حتّى لا أشخّص القضيّة.

2/الضّيق بالرّأي المخالف
-فنّان يشتم فنّانا آخر ﻷنّ اﻷوّل يساند النّظام والثّالث معارض له.
-جامعيّ ملتزم بحقوق اﻹنسان وبالعدالة تُشن عليه حملة بسبب تلبيته دعوة من حزب قام بمبادرة توحيد.
3/ شيطنة الأحزاب والعمل الحزبيّ
4/شيطنة العمل المدنيّ وتحويل التّمويل اﻷجنبيّ للجمعيّات إلى تهمة والحال أنّه غير ممنوع وينظّمه القانون.
5/شيطنة رجال اﻷعمال إلى حدّ اتّهام أحدهم، وهو سجين، بأمر خرافيّ ومضحك في تونس هو الاتّجار باﻷعضاء ونقلها في صندوق مثلّجات.
6/شيطنة المعارضين وتخوينهم، واحتكار الوطنيّة على نحو بدائيّ ولاديمقراطيّ.
وطبعا، لمنظومة الحكم وأنصارها نصيب وافر من حرب الكلّ على الكلّ، ﻷنّ بيدها أجهزة السّلطة التي أصبحت تدير الاختلاف بتكميم اﻷفواه وسلب الحرّيّة.
لن تنتهي حرب الكلّ على الكلّ هذه إلاّ بالعودة إلى بناء المؤسّسات الديمقراطيّة وبتثمين القيم الديمقراطيّة التي منها الاحترام، وإضافة إلى كلّ هذا نحتاج إلى أن يمارس كلّ طرف سياسيّ عمليّة نقد ذاتيّ ومراجعة. هكذا تكون الشّجاعة، وهي شرط النّزاهة الحقيقيّة”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.