محمد عبو ينقل ما رواه الأستاذ شوشان عن زيارته للمعتقلين السياسيين

الأستاذ عبد الرحمان شوشان:

“لقد نالني اليوم شرف زيارة الصديق غازي الشواشي في سجن الناظور ببنزرت وكذلك زيارة الأخ الأستاذ عصام الشابي بسجن برج الرومي والصديق الاستاذ رضا بلحاج بسجن سليانة وإني اذ أؤكد ماجاء على لسان ابنه لكني اضيف ما يلي:

1- رغم كل ما تعرض له الاستاذ غازي الشواشي فهو صامد وثابت ولا يشعر باي نوع من انواع الضعف أو الاحباط بل أنه متأكد أكثر من أي وقت مضى أن نهاية منظومة الاستبداد وشيكة وما تكشير النظام على انيابه والتنكيل بشخصيات وطنية معارضة بهذه الطريقة الا دليل على حالة الاستنفار والضعف والهوان والعزلة التي يعيشها النظام الجائر.

2- بالنسبة للأخ عصام الشابي وجدته صامدا صمود الصخرة الصماء متذكرا أنه ذات يوم من أيام سنة 1969 جاء لسجن برج الرومي وعمره 11 سنة أنذاك ليزور أخاه أحمد نجيب الشابي الموقوف على ذمة محكمة أمن الدولة ليعيد التاريخ نفسه بعد أكثر من نصف قرن ويقع الزج بالأستاذ عصام الشابي من أجل النضال ضد الدكتاتورية والاستبداد.

3 – بالنسبة للأخ رضا بلحاج فأني ما سمعته اليوم من رضا نفسه يرتقي الى مرتبة جريمة التعذيب بكل ما لهذه الجريمة من أركان حيث انه وقع نقله بالقوة وتحت التهديد حتى أنه فقد الوعي في الشاحنة التي كانت تقله الى سجن سليانة وارتفعت درجة ضغط الدم لديه الى 18 فأغمي عليه مما دفع بسائق الشاحنة الى ايقافه في مستشفى برقو حيث وقع اسعافه وانقاذ حياته من سكتة قلبية وأزمة صحية خطيرة.

كل هذا مع العلم أن سجون الناظور وبرج الرومي وسليانة هي مراكز تنفيذ عقوبات وليست بسجون ايقاف وهو ما يجعل من نقلة الزملاء إليها من باب التعسف والظلم والخرق لابسط مقومات المحاكمة العادلة فكيف تقع نقلة سجناء موقوفين قاموا باستئناف الأحكام الابتدائية الصادرة ضدهم ولازالوا يتمتعون بقرية البراءة الى سجون تنفيذ عقوبات كما لو كان القضاء قد حسم في قضيتهم بصفة نهائية وباتة.

مانعيشه اليوم في بلادنا لا يفعله العدو في عدوه ومؤذن بخراب هذا البلد العزيز فعندما تسخر أجهزة الدولة ومؤسساتها للإبداع والتفنن في التنكيل بمواطنيها العزل فانها بداية الخراب والسقوط لا ريب في ذلك. الغرب يتفننون في الإبداع في ميادين العلوم والفنون والذكاء الاصطناعي وأنظمتنا تبدع في التنكيل بمعارضيها والشخصيات الوطنية التي تعارضها الفكر والرأي. وفي الأخير رسالة غازي، رضا وعصام واحدة وهي الصمود والثبات على المبدأ
“فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدى”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.