أقدم الكيان الصّهيوني ليلة البارحة على شنّ عدوان كبير على إيران. وقد استهدف هذا العدوان قادة عسكريّين وعلماء ذرّة ومنشآت نوويّة وعسكريّة وأحياء سكنيّة. وأعلن قادة الكيان أنّ هذا العدوان ما هو إلّا “افتتاح” أو بالأحرى بداية حرب. ومن البديهي أنّ هذا العدوان ما كان ليتمّ دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة ودعمها. وهو ما أكّده مجرم البيت الأبيض الذي صرّح بأنّ العدوان على إيران سيستمرّ وسيكون أكثر دمويّة إذا لم يخضع النظام الإيراني لشروطه. وليس خافيا أنّ التذرّع بالسلاح النووي الإيراني لتبرير هذا العدوان لا يختلف في شيء عن ذريعة “أسلحة الدّمار الشامل” التي اعتمدت لإسقاط نظام صدّام حسين واحتلال العراق والسيطرة على أرضه وثرواته.
إنّ العدوان على إيران لا يمكن عزله عمّا حصل ويحصل في فلسطين المحتلّة وفي المنطقة منذ 20 شهرا. فهو استكمال لحرب الإبادة الجارية في غزة وفي الضفة بهدف ضمّهما للكيان وتهويد كامل فلسطين. كما أنّه استكمال للعدوان على لبنان وغزو سوريا وتقسيمها والاعتداءات المتكرّرة على اليمن. وكلّ هذا يندرج في إطار المشروع الامبريالي الأمريكي الغربي الذي يهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة بما يضمن للولايات المتحدة الهيمنة المطلقة عليها وعلى ثرواتها وأسواقها ومواقعها الاستراتيجية وكبح جماح القوى الكبرى الأخرى المنافسة لها. كما يضمن للكيان النازي الحفاظ على تفوّقه العسكري كرأس حربة لذلك المشروع ويفتح له أبواب التّطبيع مع كافّة أنظمة المنطقة العميلة التي تنتظر لحظة تخفيف الضغط عليها من قوى المقاومة ومن الأنظمة المناوئة للنفوذ الأمريكي الصهيوني كي تنفّذ ما طُلب منها لضمان بقائها.
إنّ العدوان الصهيوني على إيران يبيّن مرّة أخرى أنّ الإمبريالية الأمريكية التي يحكمها اليوم مجرم فاشي وأنّ الكيان الصهيوني، ربيبتها ورأس حربتها، الذي تقوده حفنة من النازيين الجدد، يعربدان دون حسيب أو رقيب ودون احترام لسيادة الدول ويدوسان على أبسط القوانين الدّولية ويعملان على فرض ما يريدان فرضه بقوة السلاح ويدفعان بالمنطقة إلى حرب لا تُعرف عواقبها على شعوب المنطقة وشعوب العالم بأسره. وتلقى هذه العربدة الإجرامية، الإرهابية كل الدعم من مختلف القوى الامبريالية الغربيّة التي تتذيّل للوحش الأمريكي وتدافع عن الكيان النازي الذي ساهمت في صنعه وفي استمراره. كما تلقى التّواطؤ المخزي من أنظمة العمالة العربية والإسلامية.
إنّ حزب العمال يندّد بالعدوان على إيران ويعتبره في المقام الأوّل عدوانا على الشعب الإيراني ومحاولة لإخضاعه وبسط الهيمنة عليه وعلى وطنه وثرواتها الكبيرة. كما أنّه يعتبره تهديدا لشعوب المنطقة التي تجد نفسها، إضافة إلى كلّ ذلك، عرضة، في صورة ضرب المنشآت الإيرانيّة، لتسرّب إشعاعي قاتل لمدة زمنية طويلة. وهو يحمل في النّهاية تهديدا لكافة شعوب العالم لما يمكن أن يسبّبه من اتساع دائرة الحرب التي يمكن أن تتحوّل في أيّ لحظة إلى كارثة كونيّة خاصة أن الفاعلين فيها أمثال ترامب ونتنياهو، نازيّون معادون للسلم والحياة. وهو ما يدعو كلّ عمّال العالم وشعوبه وفي مقدّمتها شعوب المنطقة ومنها الشعب التونسي إلى التصدّي لهذا العدوان الإجرامي، الإرهابي من أجل وقفه فورا.
كما أنّه يدعوهم إلى تكثيف الضغط من أجل وقف حرب الإبادة على غزة وعلى الشعب الفلسطيني عامّة ووضع حدّ للاعتداءات المتكررة على لبنان واليمن وسوريا واحترام حقّ الشعوب ومنها الشعب الإيراني في تقرير مصيرها وهو حقّ لا يمكن أن ينازعها فيه أحد ومن باب أولى وأحرى قوى الاستعمار والطّغيان. وفي الأخير، فإنّ المطالبة بوقف مجرم البيت الأبيض الذي يعربد في الداخل الأمريكي كما يعربد في الخارج، ومجرم حكومة الكيان المتعطّش للقتل والدّم وزبانيته وتقديمهم إلى المحاكمة أمر عاجل وضروري وفيه مصلحة للإنسانيّة التي تناهض الوحشية والبربريّة.
- لا للعدوان على إيران
- من أجل إيقاف حرب الإبادة في غزة والضفّة
- من أجل وضع حد للعدوان على لبنان وسوريا واليمن
- من أجل وقف تزويد الكيان النازي بالسّلاح
- لا لمشروع الشرق الأوسط الجديد
- من أجل إيقاف مجرمي الحرب، ترامب ونتنياهو وزبانيتهم ومحاكمتهم
- لا للحرب، الحرية والاستقلال للشعوب
حزب العمّال
تونس، في 13 جوان 2025
شارك رأيك