مرجع ورقي عن قطاع المكتبات العمومية في تونس عن دار يسر للنشر وفي 148 صفحة صدر كتاب”شذرات مكتبية” للاستاذ نور الدين مزهود وهو كاهية مدير المطالعة العمومية بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسليانة.
ويتضمن الكتاب بين دفتيه مجموعة من المقالات الصحفية نشرها صاحب الكتاب هذا الأثر بعدد من الصحف والمجلات الورقية والالكترونية لسنوات مضت وقد سعى المؤلّف من خلال هذه المقالات وفي جزء هام منها التطرق للحديث في بعض الجوانب الفنية المتعلقة بالعمل المكتبي
وللغرض تناول المؤلّف العمل المكتبي من خلال مفاهيم الاستقبال و التسويق والتعشيب والحوسبة في المكتبات العمومية نظرا لأهميتهم حسب رأيه في تطوير قطاع المكتبات من خلال إثراء الرصيد الوثائقي وتنميته وعرض طرق تطوير الكفاءات المهنية لأهل القطاع خاصة ونحن نعيش وسط عالم معلوماتي يتطلب الاستئناس بوسائل التكنولوجيا الحديثة واستثمارها في تطوير القطاع.
كما قدّم المؤلّف في كتابه مقارنة بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي وخصوصيات كل منهما نظرا لما شاب هذين الكتابين من رؤى مختلفة،كما تناول بالدراسة عدة مواضيع تهم الترغيب في المطالعة خاصة أن المكتبات العمومية تشهد اعتماد الأنشطة الثقافية التي لم تكن مطروحة سابقا بالشكل الذي نشهده الآن لهذا دعا صاحب هذا الأثر لترشيد هذه الأنشطة وجعل الكتاب مصدرا لهذه التظاهرات مما يُمكن من استقطاب الرواد كما هو الشأن بالنسبة للنوادي التي أصبحت جزءا من أنشطة المكتبات للترغيب في المطالعة حيث حدّد في مؤلّفه وقام بضبط مهام النوادي داخل المكتبات العمومية ودورها في استقطاب الرواد
كما تطرق الكتاب للحديث عن البطولة الوطنية للمطالعة التي نالت استحسان كل المتابعين للشأن الثقافي ليطرح المؤلّف فكرة الطفل والمطالعة لإيمانه أن المطالعة هي سلوك يكتسب منذ الطفولة مما يتطلب العمل بالشراكة مع جميع الأطراف المتدخلة في تنشئة الطفل لبناء جيل قارئ يعطي قيمة للمكتبة والكتاب كما دعا مؤلّف الكتاب الى استثمار وقت الفراغ في المطالعة نظرا لما لها من فائدة في تطويرالزاد المعرفي للإنسان.
وتضمنت خاتمة هذا الاصدار خاطرة بعنوان “الغربة الافتراضية “تحدث من خلالها المؤلّف عن مدى مساهمة التكنولوجيا الحديثة في تطوير حياة الناس حيث مكنت من إيجاد آليات جديدة للعمل مما مكن من خلق ديناميكية في جميع القطاعات وسرعة في التنفيذ لكن هذا التحول التكنولوجي الجديد حسب رأيه تغير معه سلوك الإنسان داخل المجموعة مما أنتج تشتتا اجتماعيا داخل المجتمع وحتى داخل الأسرة الواحدة.
يذكر ان مؤلّف الكتاب هو من مواليد 1966 بجهة مكثر من ولاية سليانة حيث درس بها وتخرّج من المعهد الوطني للتوثيق في تونس ليعمل ضمن قطاع المكتبات العمومية وتدرج في مساره المهني منذ الاشراف في بداياته على ادارة المكتبة العمومية بمكثر ليأتي كتابه عصارة تجربة وممارسة مهنية ذات صلة بقطاع المكتبات والمطالعة والقراءة مما يؤهّل هذا الكتاب ليكون مرجعا يستأنس به العاملون بالقطاع والمتهمين بشأنه وطلبة التوثيق وهو ما يدعو وزارة الشؤون الثقافية الى دعمه وتوزيعه على شبكة المكتبات العمومية القارّة والمتنقلة والمتوزعة على كامل تراب البلاد
منصف كريمي
شارك رأيك